243

জাওয়াহের তাফাসির

جواهر التفسير

জনগুলি

وجاء في شعر ذي الرمة أليم بمعنى مؤلم في قوله:

ونرفع من صدور شمردلات

يصك وجوهها وهج أليم

فإن كون الوهج أليما بمعنى مؤلم فيه مما لا يحتاج إلى بيان، وكذلك السميع بمعنى مسمع في البيت الذي قبله، إذ الداعي يوصف بأنه مسمع - على زنة اسم الفاعل - لا مسمع - على زنة اسم المفعول -، وبهذا يتضح لك أن إنكار الزمخشري في تفسير قوله تعالى { بديع السماوات والأرض } ، مجيء فعيل بمعنى مفعل - على وزن اسم الفاعل - ليس بشيء، وقد تكلف تأويل بديع السماوات بمعنى مبدعة سماواته، وتابعه السيد وأبو السعود، إذ أحالا ما هنا على ما جاء في تفسير { بديع السماوات والأرض }.

وأنت تدري أنه إذا جاز - ولو على بعد - حمل { بديع السماوات } على معنى مبدعة سماواته، فإن حمل حكيم على غير معنى محكم يكاد يكون متعذرا، وفي هذا ما يكفي دحضا لمقالة الزمخشري ومن تابعه بأن فعيلا لا يكون بمعنى مفعل بالكسر، وليت شعري ماذا عساهم يقولون في اتصاف الله بأنه بصير؟

ويؤيد الرأي الذي اخترته أنه قال به مفسرو السلف كالضحاك والربيع بن أنس، وعليه عول ابن جرير والقرطبي، وذكر ابن عاشور في تفسيره أن مجيء فعيل بمعنى مفعل كثير في الكلام البليغ، وإنما اختلف في جواز القياس عليه، واختار أن منع القياس عليه للمولدين لم يقصد منه إلا التباعد عن مخالفة القياس بدون داع لئلا يلتبس حال الجاهل بحال البليغ، وأنه لا مانع من تخريج الكلام الفصيح عليه.

وإذا كان هذا الوعيد هنا منصبا على المنافقين بسبب نفاقهم، فلا مانع أن يكونوا داخلين أيضا في عموم وعيد الكفار بقوله تعالى { ولهم عذاب عظيم } ، فإن المنافقين جمعوا بين الكبيرتين، الكفر وخداع المؤمنين، فكانوا أحرياء بالوعيدين، فلهم عذاب عظيم على كفرهم، ولهم عذاب أليم على خداعهم.

صحة قراءتي " يكذبون ":

واختلف في قراءة " يكذبون " فحمزة والكسائي وعاصم قرأوها بالتخفيف من الكذب، ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرأوها بالتثقيل من التكذيب، وما أجدر المنافقين بوعيد الكاذبين والمكذبين لجمعهم بين صفتيهم واتصافهم بمساوئهم غير أن ابن جرير - كعادته في انتقاد ما لا يعجبه من القراءات - خطأ قراءة التثقيل ظانا أن الذين قرأوا بها لا يرون الكذب من غير تكذيب يوجب شيئا من العذاب فضلا عن كونه أليما، وأطال في الرد عليهم، واستدل لتصحيح قراءة التخفيف بأنها تتفق مع السياق، فإن قصة المنافقين صدرت بقول الله عز وجل { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } ، وهو دال على كذبهم، فالوعيد على ما سبق ذكره من الكذب أولى من أن يكون على التكذيب الذي لم يذكر، كما استدل لذلك بما وصف به المنافقون من الكذب في غير هذه الآيات، كقوله سبحانه في سورتهم:

إذا جآءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم سآء ما كانوا يعملون

অজানা পৃষ্ঠা