আল-জাওহার আল-হিসান ফি তাফসির আল-কুরআন
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
জনগুলি
فقالت فرقة: الذين آمنوا هم المؤمنون حقا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله: { من ءامن بالله } يكون فيهم بمعنى من ثبت ودام، وفي سائر الفرق: بمعنى: من دخل فيه، وقال السدي: هم أهل الحنيفية ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، والذين هادوا، ومن عطف عليهم كذلك ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، { والذين هادوا } هم اليهود، وسموا بذلك؛ لقولهم:
هدنا إليك
[الأعراف:156]، أي: تبنا، { والنصرى } لفظة مشتقة من النصر.
قال: * ص *: { والصبئين }: قرأ الأكثر بالهمز؛ صبأ النجم، والسن، إذا خرج، أي: خرجوا من دين مشهور إلى غيره، وقرأ نافع بغير همز، فيحتمل أن يكون من المهموز المسهل، فيكون بمعنى الأول، ويحتمل أن يكون من صبا غير مهموز، أي: مال؛ ومنه: [الهزج]
إلى هند صبا قلبي
وهند مثلها يصبي
انتهى.
قال: * ع *: والصابىء؛ في اللغة: من خرج من دين إلى دين.
وأما المشار إليهم في قوله تعالى: { والصبئين } فقال السدي: هم فرقة من أهل الكتاب، وقال مجاهد: هم قوم لا دين لهم، وقال ابن جريج: هم قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية، وقال ابن زيد: هم قوم يقولون لا إله إلا الله، وليس لهم عمل ولا كتاب كانوا بجزيرة الموصل، وقال الحسن بن أبي الحسن، وقتادة: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون الخمس إلى القبلة، ويقرءون الزبور رآهم زياد بن أبي سفيان، فأراد وضع الجزية عنهم حتى عرف أنهم يعبدون الملائكة.
وقوله تعالى: { ورفعنا فوقكم الطور... } الآية: { الطور }: اسم الجبل الذي نوجي موسى عليه السلام قاله ابن عباس، وقال مجاهد وغيره: { الطور }: اسم لكل جبل، وقصص هذه الآية أن موسى عليه السلام، لما جاء إلى بني إسرائيل من عند الله تعالى بالألواح، فيها التوراة، قال لهم: خذوها، والتزموها، فقالوا: لا، إلا أن يكلمنا الله بها كما كلمك ، فصعقوا، ثم أحيوا، فقال لهم: خذوها، فقالوا: لا، فأمر الله الملائكة، فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين طوله فرسخ في مثله، وكذلك كان عسكرهم، فجعل عليهم مثل الظلة، وأخرج الله تعالى البحر من ورائهم، وأضرم نارا من بين أيديهم، فأحاط بهم غضبه، وقيل لهم: خذوها، وعليكم الميثاق، ولا تضيعوها، وإلا سقط عليكم الجبل، وأغرقكم البحر، وأحرقتكم النار، فسجدوا؛ توبة لله سبحانه، وأخذوا التوراة بالميثاق، قال الطبري عن بعض العلماء: لو أخذوها أول مرة، لم يكن عليهم ميثاق، وكانت سجدتهم على شق؛ لأنهم كانوا يرقبون الجبل؛ خوفا، فلما رحمهم الله سبحانه، قالوا: لا سجدة أفضل من سجدة تقبلها الله، ورحم بها، فأمروا سجودهم على شق واحد.
অজানা পৃষ্ঠা