خاتمة
نعم، وهذه قطرة من مطرة، ومجة من لجة فيما ورد في أهل البيت - عليهم السلام - ولو أردنا استيعاب ما ورد فيهم من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وذكر أسانيدها ومن رواها لأدى ذلك إلى مجلدات كبار وفيما أوردنا كفاية لمن له لب سليم وعقل مستقيم في معرفة السبيل التي توصل إلى دار النعيم وتنجي من عذاب الجحيم.
ومن العجب العجاب أن الأمة تفرقت وصارت كل فرقة تنتمي إلى إمام من أئمة العلم تقلده في دينها كالشافعي، وأبي حنيفة رحمهما الله وغيرهما بدون مرجح قرآني ولا حديث نبوي ولا دليل عقلي يدلهم على اتباعهم وتقليدهم.
وأما أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم تنفق فيهم آيات قرآنية وأحاديث نبوية متواترة مجمع على صحتها وحجج عقلية تشهد لهم أن الحق معهم، وتدل على وجوب اتباعهم بل لم يجعلوا لهم مزية كمزية سائر العلماء يأخذون من رواياتهم ومسنداتهم بل تمادى بعضهم في جرح بعض أكابر علمائهم وعلماء شيعتهم كما جرحوا في الإمام جعفر الصادق - عليه السلام -، وأبي خالد الواسطي، والحسين بن عبدالله بن ضميرة - رحمهم الله - وغيرهم؛ بل تمادوا في ذلك وجعلوا اسم التشيع قدحا فقدحوا في من عدله الله ورسوله، وعدلوا من جرحه الله ورسوله؛ فقدحوا في من أحب عليا، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: ((حبه إيمان))، وعدلوا من أبغضه، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((بغضه نفاق)) بل من حاربه واستحل دمه، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: ((حربك حربي)) وقتل الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة بالسم، وقتل عمار بن ياسر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار))، وقتل حجر بن عدي، والهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وغيرهم من المهاجرين والأنصار والتابعين.
পৃষ্ঠা ৭২