بسم الله الرحمن الرحيم اعلم - أرشدنا الله وإياك والمؤمنين - أن الأمة والأمم الماضين مجمعون على أن الله بعث الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - مبشرين ومنذرين... مبشرين لمن أطاع الله بالسعادة الأبدية الدائمة السرمدية وهي الدخول في جنات النعيم، جعلنا الله الله وإياكم ووالدينا وإخواننا المؤمنين من أهلها، ويكفي في وصفها ما وصفها الله تعالى في كتابه من مثل قوله: ?وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون? [الزخرف:71]،? ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون? [فصلت:31]، وأشباه ذلك في القرآن كثيرة، وما وصفها به نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - من نحو قوله: ((الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، حصباؤها الياقوت والزمرد ملاطها المسك الأذفر، ترابها الزعفران، أنهارها جارية وثمارها متدلية، وأطيارها مرنة، ليس فيها شمس ولا زمهرير لكل رجل من أهلها ألف حوراء، يمكث مع الحوراء من حورها ألف عام لا تمله ولا يملها، وإن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يغدى عليه ويراح بعشرة آلاف صحفة في كل صحفة لون من الطعام له رائحة وطعم ليس للآخر، وإن الرجل من أهل الجنة ليمر به الطائر فيشتهيه فيخر بين يديه إما طبيخا وإما مشويا ما خطر بباله من الشهوة، وإن الرجل من أهل الجنة ليكون في جنة من جنانه بين أنواع الشجر إذ يشتهي ثمرة من تلك الثمار فتدلى إليه فيأكل منها ما أراد، ولو أن حوراء من حورهم برزت لأهل الأرض لأعشت ضوء الشمس ولا فتتن بها أهل الأرض)) فهذه البشارة لمن أطاع الله وأطاعهم... اللهم اجعلنا من أهلها.
পৃষ্ঠা ৩