عصمة الأئمة:
نعم، نعود إلى ما نحن فيه نحن والإمامية من الاختلاف فمن ما اختلفنا فيه: أنهم يشترطون عصمة الأئمة ونحن لا نشترطها لكن نشترط العدالة والذكورة والعلم والورع وحسن التدبير والشجاعة والكرم والمنصب وقد قدمناه وسلامة الأطراف فيما يحتاج إليه الإمام مثل السمع والبصر واليدين مما يخل، وسلامته من المنفرات مثل الجذام والبرص والحمق، وإذا اختل أي هذه الشروط بطلت ولو من بعد.
والعصمة عندنا عن الكبائر، وهي عندهم عن الكبائر والصغائر، وحجتنا: أن الأنبياء - صلوات الله عليهم - معصومون وقد وصفهم الله بمقارفة الذنوب، قال تعالى: ?ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر?[الفتح:2]، وقال في موسى: ?رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي?[القصص:16]، وقال في يونس: ?لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ?[الأنبياء:87]، وفي داود: ?فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب?[ص:24]، وفي سليمان: ?وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ?[ص:34]، وفي آدم: ?وعصى ءادم ربه فغوى?[طه:121].
والعصمة عندنا ألطاف وتنوير يختار صاحبها معها ترك المحرمات وفعل الواجبات، وليست بالإجبار وإلا لما كان لصاحبها مزية وفضل، ولما استحق الجزاء.
وعندنا أن الملائكة - صلوات الله عليهم - أفضل من الأنبياء - صلوات الله عليهم - لقول الله سبحانه وتعالى: ?لا يعصون الله ما أمرهم?[التحريم:6]، وقال:?لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون?[الأنبياء:27]، وقد وصف الأنبياء - صلوات الله عليهم - بالعصيان كما تقدم وقال تعالى: ?لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ?[النساء:172]، وهذا ترق من رتبة إلى أرفع منها.
পৃষ্ঠা ২২