................................................
_________
=فقد تتفق أحكامهم على الراوي مع اتفاق ألفاظهم، وقد تتفق أحكامهم عليه
مع اختلاف ألفاظهم، وقد تختلف أحكامهم عليه بحسب إحاطتهم ودراستهم
لمروياته، وسلامتها - وسلامته - من الجرح أو وقوعه فيها، في نظرهم، لأنهم
لم يكن بينهم اصطلاح موحد مقرر، فلذا يقول كل واحد منهم عبارته التي يراها
مؤدية للحكم الذي حكم به على الراوي. ولذا قال الحافظ الذهبي ﵀
تعالى، في اخر رسالته: "الموقظة" ص ٨١، وما بعدها:
"فصل: ومن الثقات الذين لم يخرج لهم في "الصحيحين " خلق، منهم: من
صحح لهم الترمذي وابن خزيمة، ثم من روى لهم النسائي وابن حبان وغيرهما،،،،
ثم لم يضعفهم أحد، واحتج هؤلاء المصنفون بروايتهم.
وقد قيل في بعضهم: فلان ثقة، فلان صدوق، فلان لا بأس به، فلان ليس
به باس، فلان محله الصدق، فلان شيخ، فلان مستور، فلان روى عنه شعبة،
أو مالك، أو يحيى - بن سعيد القطان -، وأمثال ذلك، ك: فلان حسن الحديث،
فلان صالح الحديث، فلان صدوق إن شاء الله.
فهذه العبارات كلها جيدة، ليست مضغفة لحال الشيخ -أي الراوي -،
نعم ولا مرقية لحديثه إلى درجة الصحة الكاملة المتفق عليها، لكن كثير ممن ذكرنا
متجاذب بين الاحتجاج به وعدمه. . .
ثم نحن نفتقر إلى تحرير عبارات التعديل والجرح، وما بين ذلك من العبارات
المتجاذبة. ثم أهم من ذلك أن نعلم بالاستقراء التام: عرف ذلك الإمام الجهبذ،
واصطلاحه، ومقاصده بعباراته الكثيرة.
أما قول البخاري: (سكتوا عنه)، فظاهرها أنهم ما تعرضوا له بجرح
ولا تعديل، وعلمنا مقصده بها بالاستقراء: أنها بمعنى تركوه. وكذا عادته إذا قال:
(فيه نظر)، بمعنى أنه متهم، أو: ليس بثقة، فهوعنده أسوأ حالا من (الضعيف) .
وبالاستقراء: إذا قال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، يريد بها: أن هذا الشيخ
1 / 38