قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: رأى قيصر فخافه وطمع فيه، ولم ير الآلهة فلم يحفل بهم. وأكبر الظن أن هذا الوثني الذكي كان يسخر من آلهته ومن قيصر جميعا.
تملق
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم تر إلى هذا الشاعر اللاتيني الثرثار «مارسيال» كيف يسخر من مصر وأهرامها ليشيد بهذا القصر الذي شاده قيصر؟! ومع ذلك فقد مضى قيصر واندثر قصره، وما زالت الأهرام باقية على الدهر.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إن هذا الشاعر يا بني لم يسخر من الأهرام التي شادتها أيدي المصريين وحدها، ولكنه سخر من الجبال التي شادتها يد الله، وإن تملق القياصرة ليكلف الشعراء شططا عظيما.
نقمة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما أكثر ما اعتذر النابغة إلى النعمان! فماذا جنى الشاعر أو ماذا نقم النعمان؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: جنى الشاعر الجناية الكبرى؛ فقد كان حرا شاكرا لنعمة أسداها إليه غير النعمان، ونقم النعمان من شاعره أنه لم يخلص له من دون الناس. ألم تقرأ قول النابغة:
ولكني كنت امرأ لي جانب
من الأرض فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا ما مدحتهم
অজানা পৃষ্ঠা