জানিব চাতিফি
الجانب العاطفي من الإسلام
জনগুলি
ليس متاحا لكل إنسان إنه سمو يتخير الله له من يشاء، ولذلك ختمت الآية السابقة بهذا التذييل: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). إنها منة تسيل من عين الجود قبل أن تكون كسبا تتجه إليه الإرادة!. ومن حقك أن تسأل: كيف ذلك؟ أليس هذا الكلام مما يقعد الهمم ويبذر اليأس؟؟ ونجيب: كلا، والأمر يحتاج إلى زيادة إيضاح. إن المواهب الإنسانية الرفيعة لا تنشأ أصلا من كسب الإنسان، بل لابد أن يسبقها استعداد فطرى يولد المرء به، ولا يد له فيه. وجمهور العباقرة والممتازين ترجع عظمتهم ابتداء إلى أصالة فى معادنهم الفكرية والنفسية لا توجد فى غيرهم، ثم يتعهدون هذه الطبائع الفذة بما يبلغ بها الغاية. ويمكن أن ينضاف إلى الغرائز الأولى تفاوت عناصر البيئة، فرب بيئة أخمدت ما فى النفوس من وقدات ملتهمة. وأهالت عليها التراب، ورب بيئة نفخت فى هذه النفوس ما يهيج ضرامها ويرفع شعلتها. وما ينغرس فى الجبلات من خلال، وما تضطرب به المجتمعات من أحداث شأن يعود إلى الأقدار العليا لا إلى إرادتنا المحدودة. إن الإيمان نفسه يمكن عده فضلا من هذه الزاوية فقد كان من الجائز أن نولد، أنا وأنت، أرواما أو أعاجم لا ندرى ما الكتاب ولا الإيمان. فإذا متنا على هذا الحال، وعاملنا الله بقانون العدل لم يعذبنا وحسب. أما التأهيل للنعيم المقيم فلابد له من يقين وصلاح وجهاد، وذلك كله تلده بيئة دون أخرى من أجل ذلك وصف الله التوفيق للإيمان بأنه فضل فقال: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم). إن صدقة الغنى عمل مشكور يدخر له يوم القيامة، بيد أن الفضل الأول لمن أغناه فأقدره على النفقة فى سبيله. فكسب العبد بيده أو قصده بقلبه لا ينسيان منة الوهاب الكبير ولذلك ننسب لله الفضل فى كثير من الأعمال التى نقوم بها عن اختيار محض. ص _21 ص
পৃষ্ঠা ২০৭