জানিব চাতিফি
الجانب العاطفي من الإسلام
জনগুলি
ويوم القيامة يوم الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر الإيمان، وقلما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه. وكما لا ينمو بذر فى أرض سبخة، فينبغى أن يقاس رجاء العبد المغفرة برجاء صاحب الزرع، فكل من طلب أرضا طيبة وألقى فيها بذرا جيدا غير عفن ولا مسوس، ثم أمده بما يحتاج إليه وهو سوق الماء إليه فى أوقاته، ثم نقى الشوك عن الأرض والحشيش وكل ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثم جلس منتظرا من فضل الله تعالى دفع الصواعق والآفات المفسدة إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، سمى انتظاره رجاء. وإن بث البذر فى أرض صلبة سبخة مرتفعة لا ينصب إليها الماء ولم يشتغل بتعهد البذر أصلا، ثم انتظر الحصاد منه، سمى انتظاره حمقا وغرورا لا رجاء. وإن بث البذر فى أرض طيبة لكن لا ماء لها وأخذ ينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار ولا تمتنع أيضا، سمى انتظاره تمنيا لا رجاء. فإذن اسم الرجاء إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلية تحت اختيار العبد، ولم يبق إلا ما ليس يدخل تحت اختياره، وهو فضل الله تعالى بصرف القواطع المفسدات. فالعبد إذا بث بذر الإيمان وسقاه بماء الطاعات، وطهر القلب عن شوك الأخلاق الرديئة، وانتظر من فضل الله تعالى تثبيته على ذلك إلى الموت، وحسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا فى نفسه، باعثا له على المواظبة والقيام بمقتضى الإيمان فى إتمام أسباب المغفرة إلى الموت. وإن قطع عن بذر الإيمان تعهده بماء الطاعات، وترك القلب مشحونا برذائل الأخلاق، وانهمك فى طلب لذات الدنيا ثم انتظر المغفرة، فانتظاره حق وغرور. قال صلى الله عليه وسلم : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأمانى " . وقال تعالى : (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) . وقال تعالى : (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا) . 209
وذم الله تعالى صاحب البستان إذ دخل جنته وقال: (ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) . فإذن العبد المجتهد فى الطاعات، المتجنب للمعاصى، حقيق بأن ينتظر من فضل الله تمام النعمة وما تمام النعمة إلا دخول الجنة أ. ه. *
التوكل:
পৃষ্ঠা ১৯৯