وعلى عترته وورثته، خيرة الله من ذؤابة إسماعيل، وحملة حجته من سلالة إبراهيم الخليل، قرناء الكتاب، وأمناء رب الأرباب، وأمان أهل الأرض من استئصال العذاب، مصابيح الظلم، ومفاتيح البهم، وينابيع الحكم، المشهود لعصمة جماعتهم وحجية إجماعهم، بآي المودة والأمر بالطاعة والاصطفاء، والتطهير وأحاديث الكساء، وأخبار التمسك والسفينة، وما لا يحاط به كثرة كتابا وسنة.
وبعد؛ فإنه التمس مني جماعة من بدور الدراية، ونجوم الهداية، الراغبين في أفضل الرغائب، والمقبلين على أجل المكاسب، وأشرف المطالب، وهو بالحقيقة حياة الدارين، وحيازة شرف الحظين:
وكل فضيلة ولها سناء .... وجدت العلم من هاتيك أسنى
فلا تعتد غير العلم كنزا .... فإن العلم كنز ليس يفنى
وكفى بما أثنى العلي الأعلى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر:28]، {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة:11]، {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر:9]، {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم(18)} [آل عمران]، {ذلك هو الفوز العظيم(57)} [الدخان].
المشمرين في اجتناء العلوم، المكبين على ارتشاف الرحيق المختوم، من عيون المنطوق والمفهوم، من أعيان القرابة، وكرام العصابة، ممن يسر الله لنا ولهم الاجتماع، والأخذ والسماع، كثر الله عددهم، ويسر مددهم، وحماهم الله تعالى وتولاهم، وبارك للجميع فيما أولاهم، وأفرغ علينا وعليهم أنوار هداه، وغمرنا وإياهم بشآبيب عفوه ورضاه.
পৃষ্ঠা ৫