وقد صححه أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه؛ فلم يزل يحتج به سابقهم ولاحقهم، وتلقوه بالقبول كما صرح بذلك أعلامهم، كالسيد الهادي بن إبراهيم الوزير وغيره.
وشاهد كلام الوصي - عليه السلام - في ذاته، فهو دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق، سوى كلام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وقد صحح الأسانيد المتصلة بمؤلفه أعلام الأئمة، كالإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة - عليه السلام - واشتملت على ذلك كتب الأسانيد الصحيحة، وقد بسطنا ذلك في لوامع الأنوار.
ولا التفات لما قدح به بعض ذوي الزيغ في بعض الكلام العلوي سلام الله على صاحبه فالبهتان سلاحهم الذي عليه التعويل عند أن يقهرهم البرهان، ويلجمهم الدليل، وقد فضحهم الله بكلامهم في النهج كما فضحهم بكلامهم في رواية مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام - حيث أخرج ما تضمناه في دواوين الإسلام، واتفق على روايته الخاص والعام: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون(8)} [الصف].
ولقد أنصف في هذا الشأن علماء الجامع الأزهر بمصر في تقريظهم للروض النضير شرح المجموع الكبير، وسلكوا منهج الصواب، وتكلموا بالحق المطابق للسنة والكتاب، فطالعه إن شئت والله ولي التوفيق.
هذا، أروي كتاب نهج البلاغة بالأسانيد السابقة الصحيحة في طريق المجموع وغيره إلى الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة، عن الشيخ العلامة الفاضل عمر بن جميل النهدي، عن السيد الإمام علم الأعلام يحيى بن إسماعيل بن علي الحسيني، عن عمه السيد الإمام الحسين بن علي الجويني، عن المؤلف الشريف الرضي رضي الله عنهم وقد استوفيت الكلام في هذا وغيره في لوامع الأنوار.
পৃষ্ঠা ৩৭