(ومنها) الأحاديث التي وردت في أداء الصلوات لمواقيتها وفي أول الوقت فظنوا أبا حنيفة لم يعملوا بها حيث قال بأن الإسفار أفضل وإنما جمع أبو حنيفة بينها لاحتمالها وبين الحديث الآخر الصحيح الصريح الذي رواه أبو عيسى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر* قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح فلهذا قال يستحب الأسفار جمعا بينه وبين الحديث الآخر الصحيح أفضل الأعمال أداء الصلاة لوقتها* فإن آخر الوقت أيضا وقتها* وأما قوله أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله فهو من الموضوعات أشار إليه ابن الجوزي في (كتاب التحقيق) ولم يصرح بكونه موضوعا وقد صرح به غيره*
(ومنها) الأحاديث التي وردت أن الصلاة الوسطى صلاة الفجر* فظنوا أن أبا حنيفة لم يعمل بها حيث قال الوسطى صلاة العصر وإنما قال أبو حنيفة بموجب الحديث الصحيح الذي اتفق الشيخان البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوم الأحزاب ملأ الله قلوبهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غابت الشمس* فلهذا قال إن الوسطى صلاة العصر خلافا للشافعي رحمه الله تعالى فإنه قال الفجر*
পৃষ্ঠা ৪৭