(وهو أول) من وضع كتاب الفرائض وأول من وضع كتاب الشروط والدليل عليه ما أنبأني الشيخ الثقة أحمد بن المفرج بن أحمد بن مسلمة بدمشق عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي إجازة عن أبي الفضل بن خيرون عن القاضي الصيمري قال أخبرنا عمر بن إبراهيم حدثنا مكرم أخبرنا أحمد بن عطية حدثنا أبو سليمان الجوزجاني قال لي أحمد بن عبد الله قاضي البصرة نحن أبصر بالشروط من أهل الكوفة فقلت له إن الإنصاف بالعلماء أحسن إنما وضع هذا أبو حنيفة فأنتم زدتم ونقصتم وحسنتم الألفاظ ولكن هاتوا شروطكم وشروط أهل الكوفة قبل أبي حنيفة فسكت ثم قال التسليم للحق أولى من المجادلة في الباطل*
(والدليل) على أن العلماء بعد أبي حنيفة اتبعوه وزادوا ونقصوا إلا أنهم وضعوا ما اشتهر واستفاض عن الإمام الكامل المنصف ابن سريج رحمه الله وهو أزكى أصحاب الشافعي رحمه الله أنه سمع رجلا جاهلا يقع في أبي حنيفة فقال له يا هذا أتقع في أبي حنيفة وثلاثة أرباع العلم مسلمة له وهو لا يسلم لهم الربع فقال الرجل وكيف ذلك قال لأن العلم -سؤال وجواب وهو أول من وضع الأسؤلة فله نصف العلم وأجاب عنها فقال مخالفه في البعض أصاب وفي البعض أخطأ فإذا قابلنا صوابه بخطئه فله نصف النصف أيضا فسلم له ثلاثة أرباع العلم بقي الربع فهو يدعيه ومخالفوه يدعونه وهو لا يسلمه لهم* وقد قيل بلغت مسائل أبي حنيفة خمس مائة ألف مسئلة وكتبه وكتب أصحابه تدل على ذلك مع ما تضمن مذهبه من المسائل الغامضة المشتملة على دقائق النحو والحساب ما يتعب في استخراجها العلماء بالعربية والجبر والمقابلة وفنون الحساب*
(وذكر) أبو بكر الرازي في شرح الجامع الكبير وقال كنت أقرأ بعض مسائل الجامع الكبير على بعض المبرزين في النحو قيل هو أبو علي الفارسي فكان يتعجب من تغلغل واضع هذا الكتاب في النحو يعني محمد بن الحسن وإنما نقلها من علم أبي حنيفة رحمه الله وهو أول من استنبط علم الأحكام وأسس قواعد الاجتهاد على سبيل الأحكام*
পৃষ্ঠা ৩৫