(ومنها) أن امرأة عابدة جاءت حاجة، فلما دخلت مكة جعلت تقول: أين بيت ربى؟
وتكرر ذلك، فقيل لها: هذا بيت ربك، فاشتدت نحوه تسعى حتى ألصقت جبينها بحائط البيت فما رفعت منه إلا ميتة.
(ومنها) أن الشبلى رضى الله عنه لما وصل إلى مكة ونظر إلى البيت عظم قدر ما ناله وأنشد طربا:
أبطحان مكة هذا الذى
أراه عيانا وهذا أنا
ثم لم يزل يكررها حتى غشى عليه (1).
(ومنها ) أن أبا الفضل الجوهرى لما دخل الحرم ورأى الكعبة علاه حال فقال- وقد دخله الطرب- هذه ديار المحبوب فأين المحبوب؟ وهذه آثار أسرار القلوب فأين المشتاقون، وهذه ساعة الاطلاع على الدموع، فأين البكاءون؟ ثم شهق شهقة وأنشد:
هذه دارهم وأنت محب
ما بقاء الدموع فى الآماق
ثم بادر إلى البيت باكيا وهو ينادى: لبيك اللهم لبيك (2).
وهذا بعض ما ذكر من فضائل هذا البيت، وهذه الأوراق لا تسع أكثر من ذلك وفيما ذكر مقنع، والله تعالى أعلم.
পৃষ্ঠা ৬৬