مطلب الحجر الأسود والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: من فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض يد الرحمة.
ومعنى فاوض: لابس، كذا ذكره العلامة ابن جماعة.
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة «الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولو لا أن الله طمس نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب» (1).
وقد فضل الله بعض الأحجار على بعض كما فضل بعض البقاع والأيام والبلدان على بعض. وفى رواية: «ولو لا ما مسهما من خطايا بنى آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب».
وفى رواية لابن أبى شيبة: «ما بين السماء والأرض، وما مسهما من ذى عاهة ولا سقيم إلا شفى». وعن ابن عباس رضى الله عنهما عنه (صلى الله عليه وسلم) «نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم» حديث حسن صحيح، وفى رواية خطايا أهل الشرك» وفى رواية لابن أبى شيبة «من الثلج» وفى رواية «كأنه لؤلؤة بيضاء» وفى رواية: «كأنه ياقوتة بيضاء» وفى رواية للأزرقى: «وإنه لأشد بياضا من الفضة».
وقال القاضى عز الدين بن جماعة: وقد رأيته أول حجاتى سنة ثمان وسبعمائة وبه نقطة بيضاء ظاهرة لكل أحد، ثم رأيت البياض بعد ذلك قد نقص نقصا بينا. انتهى.
وقال العلامة ابن خليل فى «منسكه الكبير»: وقد أدركت فى الحجر الاسود ثلاثة مواضع بيضاء نقية، فى الناحية التى إلى باب الكعبة المعظمة: إحداها وهى أكبرهن قدر حبة الذرة الكبيرة، والأخرى إلى جنبها وهى أصغر منها، والثالثة إلى جنب الثانية وهى أصغر من الثانية تأتى قدر حبة الدخن. ثم إنى أتلمح تلك النقط فإذا هى كل وقت فى نقص. انتهى بنصه.
لطيفة: أحسن ما ذكر فى تسويده بالخطايا أنه للاعتبار، ليعلم أن الخطايا إذا أثرت فى الحجر فتأثيرها فى القلوب أعظم وأوقع، فوجب لذلك أن تجتنب، وعنه (صلى الله عليه وسلم) أنه
পৃষ্ঠা ৩৮