جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير للسيوطي
أراد الإمام السيوطى أن يجمع كل ما تصل إليه يده من أحاديث النبى ﷺ والسنة في عصره، مرتبًا على حروف المعجم؛ ليسهل على الباحث الرجوع إِليه.
ولما كانت الحاجة داعية لمن يبحث السنة الشريفة إِلى معرفة درجة الحديث من حيث صحة السند وضعفه وغير ذلك، أراد أن يضع قاعدة لتمييز ذلك، بحيث يكون كتابه موسوعة حديثية جامعة، يجد كل طالب فيها رغبته مع معرفة الصحيح وغيره، فاختار فيه مسلكًا يقرب للباحث الحكم الغالب على الحديث.
فما كان في الصحيحين أو الموطأ، أغنت نسبته إليها عن بيان صحته وكذلك ما ألحق بها، كالأحاديث المختارة للضياء المقدسى، والمستدرك للحاكم، إلا ما انتقد عليه، وكذلك الكتب التى اشترط أصحابها الصحة فيما يروونه كابن خزيمة، وابن حبان، والمنتقى لابن الجارود، وأبى عوانة، وابن السكن وأمثالهم (١).
وقد ظن بعضهم أن الصحيحين قد استوعبا الصحيح كله، وهو أمر مجمع عند المحدثين على عدم صحته، وإنما اختارا من الصحيح، وتركا من الصحيح كثيرًا. بل قالا: إن هناك أحاديث صحيحة في غيرهما. والعقل والنقل يقضيان بأنه ﷺ لم ينحصر قوله طول عمره في هذه الأحاديث المحصورة فيهما ولم يقل بذلك أحد من المحدثين.
وما كان في الكتب الستة ومسند الإمام أحمد وما ماثلها - إلا ما بُين ضعفه - فهو صحيح أو حسن. وقد أشار إلى ما ضعف سنده منها.
وما عُزى للكتب التى يغلب فيها رواية الضعيف والواهى وما يرويه الوضاعون