أحمد بن حنبل: أنه قال لأبيه: قول شريح: لا حبس عن فرائض الله؟
قال أبي: هذا خلاف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عمر -وسأله عن أرض أصابها- فقال: "احبسها وسبل ثمرتها".
"الوقوف" (1)
قال الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر: أن أبا طالب حدثهم: أنه قرأ على أبي عبد الله، ح وأخبرني محمد بن أبي هارون قال: قال مثنى الأنباري: قرأت على أبي عبد الله: سفيان، عن مسعر، عن ابن عون قال: سمعت شريحا يقول: جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- بمنع الحبس (¬1). قلت: ما الحبس؟
قال: الوقوف، كان شريح يرى بيعها.
قلت: ما تقول أنت؟ قال: لا نقتدي بهذا، الوقوف لا تباع.
وقال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: أنه سأل أبا عبد الله: أيش معنى قول شريح: جاء محمد يبيع الحبس؟
قال لي: لأنه لم يكن يرى هذا الحبس -يعني: الوقوف- وأن ذاك كان في الجاهلية. {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} [المائدة: 103].
ثم قال أبو عبد الله: بلغني أن مالكا قال: ما حج شريح قط، ما مر بمكة فنظر إلى الدور، فسأل عنها، وهذه الدار لطلحة حبيس، وهذه الدار لفلان حبيس، وهذه الدار لفلان حبيس.
قلت: مالك قاله؟ قال: نعم، لأنه كان يقول بخلافه. مالك يرى هذه الحبس، وذاك لا يراها.
قالوا: من ذكره، الشافعي؟
فسمعته يقول وتبسم: نعم، وهو أول من سمعته احتج بهذا.
পৃষ্ঠা ৩৯৬