قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (¬1) عن الإمام أحمد أنه قال: لا تكتبوا هذه الأحاديث الضرائب؛ فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء.
قال ابن رجب في "شرح الترمذي" (¬2): ولم أقف لأحد من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه إلا على ما ذكره أبو بكر البرديجي الحافظ -وكان من أعيان الحفاظ المبرزين- في العلل: أن المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة أو عن التابعين عن الصحابة، لا يعرف ذلك الحديث وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه فيكون منكرا، ذكر هذا الكلام في سياق ما إذا انفرد شعبة أو سعيد بن أبي عروبة أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا كالتصريح بأنه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة ولا يعرف المتن من غير ذلك الطريق فهو منكر، كما قاله الإمام أحمد في حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن بيع الولاء وهبته؛ حيث قال: لم يتابع عبد الله بن دينار عليه، وإن الصحيح ما روى نافع عن ابن عمر (¬3) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الولاء لمن أعتق".
وكذا قال أحمد في حديث مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى قال: لم يقل هذا أحد إلا مالك وقال: ما أظن مالكا إلا غلط فيه لم يجئ به أحد غيره، وقال مرة: لم يروه إلا مالك ومالك ثقة.
পৃষ্ঠা ২২