জামি আল-উলুম ওয়াল-হিকাম
جامع العلوم والحكم
সম্পাদক
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
প্রকাশক
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
সংস্করণ
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
[دليل هذا الخطأ]:
• وفي صحيح مسلم (^١) عن أبي هريرة رضي الله غنه أن النبي ﷺ دعا عليا يوم خيبر فأعطاه الراية وقال: "امْشِ وَلَا تَلْتفتْ حَتَّى يَفْتح الله عَليْكَ" فَسَارَ عَليٌّ شَيْئًا (وَلَمْ يَلْتفِتْ) (^٢) ثُمْ وَقَفَ فَصرَخَ يَا رسُول الله! عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاس! فقالَ: "قَاتَلُهُم عَلَى أن يَشْهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله، وأَن محمدًا رَسُولُ الله؛ فَإذا فَعَلُوا ذَلِكَ فقد عَصمُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالهُمُ إلا بِحقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله ﷿".
فجعل مجرد الإجابة إلى الشهادتين عاصمة للنفوس والأموال إلا بحقها، ومن حقها الامتناع عن الصلاة والزكاة بعد الدخول في الإسلام كما فهمه الصحابة ﵃.
* * *
[قتال الجماعة الممتنعة عن الشرائع]:
ومما يدل على قتال الجماعة الممتنعين من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة من القرآن قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ (^٣) وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ (^٤) وقوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ (^٥) مع قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ (^٦).
وثبت أن النبي ﷺ كان إذا غزا قومًا لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا وإلا أغار عليهم. مع احتمال أن يكونوا قد دخلوا في الإسلام.
وكان يوصي سراياه: "إن سمعتم مؤذنا أو رأيتم مسجدًا. فلا تقتلوا أحدًا (^٧) ".
وقد بعث عيينة بن حصن إلى قوم من بني العنبر فأغار عليهم ولم يسمع أذانًا. تم ادعوا أنهم قد أسلموا قبل ذلك (^٨).
وبعث النبي ﷺ إلى أهل عمان كتابًا فيه: "مِنْ مُحَمدٍ النَّبيِّ إلى أهل عُمانَ سَلامٌ
(^١) في كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل علي ﵁ ٤/ ١٨٧١ - ١٨٧٢ باختلاف يسير.
(^٢) من مسلم.
(^٣) سورة التوبة: ٥.
(^٤) سورة التوبة: ١١.
(^٥) سورة الأنفال: ٣٩.
(^٦) سورة البينة: ٥.
(^٧) كما في أبي داود ٢٦٣٥ والترمذي ١٥٤٩ بإسناد حسن غريب.
(^٨) راجع الإصابة ٣/ ٥٤ - ٥٥.
1 / 242