তাফসির আল-তাবারি
جامع البيان في تفسير القرآن
ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوضح
يعني بقوله: «لم يشعر به»: لم يدر به أحد ولم يعلم. فأخبر الله تعالى ذكره عن المنافقين، أنهم لا يشعرون بأن الله خادعهم بإملائه لهم واستدراجه إياهم الذي هو من الله جل ثناؤه إبلاغ إليهم في الحجة والمعذرة، ومنهم لأنفسهم خديعة، ولها في الآجل مضرة. كالذي: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سألت ابن زيد عن قوله: { وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } قال: ما يشعرون أنهم ضروا أنفسهم بما أسروا من الكفر والنفاق. وقرأ قول الله:
يوم يبعثهم الله جميعا
[المجادله: 6] قال: هم المنافقون، حتى بلغ
ويحسبون أنهم على شيء
[المجادلة: 18] قد كان الإيمان ينفعهم عندكم.
[2.10]
وأصل المرض: السقم، ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا. وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد ولكن لما كان معلوما بالخبر عن مرض القلب أنه معنى به مرض ما هم معتقدوه من الاعتقاد استغنى بالخبر عن القلب بذلك والكناية عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم كما قال عمر بن لجأ:
وسبحت المدينة لا تلمها
رأت قمرا بسوقهم نهارا
অজানা পৃষ্ঠা