তাফসির আল-তাবারি
جامع البيان في تفسير القرآن
[يوسف: 29] بتأويل: يا يوسف أعرض عن هذا. وكما قال الشاعر من بني أسد، وهو شعر فيما يقال جاهلي:
إن كنت أزننتني بها كذبا
جزء، فلاقيت مثلها عجلا
يريد: يا جزء. وكما قال الآخر:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها
بني شاب قرناها تصر وتحلب
يريد: يا بني شاب قرناها. وإنما أورطه في قراءة ذلك بنصب الكاف من «مالك» على المعنى الذي وصفت حيرته في توجيه قوله: { إياك نعبد وإياك نستعين } وجهته مع جره : { ملك يوم الدين } وخفضه، فظن أنه لا يصح معنى ذلك بعد جره: مالك يوم الدين فنصب: «مالك يوم الدين» ليكون إياك نعبد له خطابا، كأنه أراد: يا مالك يوم الدين، إياك نعبد، وإياك نستعين. ولو كان علم تأويل أول السورة وأن «الحمد لله رب العالمين»، أمر من الله عبده بقيل ذلك كما ذكرنا قبل من الخبر عن ابن عباس: أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم، عن الله: قل يا محمد: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وقل أيضا يا محمد: إياك نعبد وإياك نستعين وكان عقل عن العرب أن من شأنها إذا حكت أو أمرت بحكاية خبر يتلو القول، أن تخاطب ثم تخبر عن غائب، وتخبر عن الغائب ثم تعود إلى الخطاب لما في الحكاية بالقول من معنى الغائب والمخاطب، كقولهم للرجل: قد قلت لأخيك: لو قمت لقمت، وقد قلت لأخيك: لو قام لقمت لسهل عليه مخرج ما استصعب عليه وجهته من جر: { ملك يوم الدين } ومن نظير «مالك يوم الدين» مجرورا، ثم عوده إلى الخطاب ب«إياك نعبد» لما ذكرنا قبل، البيت السائر من شعر أبي كبير الهذلي:
يا لهف نفسي كان جدة خالد
وبياض وجهك للتراب الأعفر
فرجع إلى الخطاب بقوله: «وبياض وجهك»، بعد ما قد قضى الخبر عن خالد على معنى الخبر عن الغائب. ومنه قول لبيد بن ربيعة:
অজানা পৃষ্ঠা