فصل
الصداقة من قواعد الدين والدنيا، وشروط الصديق سلامته من الكذب والحرص وسوء الخلق والفسق، فإن المرء على دين خليله.
حتى إذا انعقد الأخوة والصداقة وجب إسقاط الكلف والسعي في المنافع بكل وجه.
وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي - رضي الله عنه - : لا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه لئيم، ولا من يؤثرك على نفسه فإنه قل ما يدوم، واصحب من إذا ذكرك ذكر الله، فالله يغني به إذا شهد وينوب عنه إذا فقد، ذكره نور القلوب ومشاهدته مفاتح الغيوب.
وقال سهل - رضي الله عنه - : احذر صحبة ثلاث من أصناف الناس الجبابرة والغافلين والقراء المتداهنين والمتصوفة الجاهلين، وقال: لا تصحب إلا من لا تنقص عنده بالجفا ولا تزد بالوفا، يكون لك وعليك، وأنت عنده سواء، انتهى.
وتحقيق هذا الباب يطول، وقد تقدم من آدابه شيء وفيما ذكرناه كفاية للعاقل.
পৃষ্ঠা ৩৮