فصل
فائدة النوم: اعتدال الخلق ونفي الوسواس وفتور الحرارة "المؤدي لليبس"(¬1) المؤدي إلى الحمق، قيل: لا ينبغي أن يزاد منه على ثمان ساعات فإن ذلك [يحلل] الأمزاج ويورث بخر الفم وإساءة الهظم ونحو ذلك، ولا ينقص منها فإنه يورث اليبس ويؤدي إلى المالخونيا وإعانة الشيطان لأمور أخرى.
ونوم ما بعد الصبح منهي عنه إلى طلوع الشمس فإنه يورث الكسل ويقوي البلغم ويضيق الخلق والرزق على ما ورد. ونوم ما بعد العصر يوجب الاختلاط والبله، وربما أدى إلى العته؛ ونوم ما بين العشاءين دعا على فاعله عمر بأن لا تنام عينه فقيل: ذلك إن كان يؤدي إلى ترك العشاء أو إخراجها عن وقتها. ونوم آخر الليل بعد قيام وسطه يفتح البصيرة وينور القلب والقالب. [و]كذلك نوم القائلة يزيد العقل وهو كالسحور لقيام الليل؛ وذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل نام حتى أصبح فقال: ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه وقال - عليه السلام - : يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد، يضرب بكل عقدة مكانها(¬2): "عليك ليل طويل فارقد" فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان"
পৃষ্ঠা ২৮