فصل
ومن سنة الأكل أن ترفع يدك من الطعام وأنت تشتهيه، قيل: ومن لازم ذلك لم ير في جسده ما يكره.
وفي الصحيح: "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد فثلث للطعام وثلث للماء وثلث للنفس". واتفق الأطباء والحكماء وأرباب السياسات(¬1) والمتشرعون على ذم الشبع المفرط؛ و[قال أهل الطب](¬2): الحمية للصحيح كالتخمة للمريض، فينبغي التوسط بكل حال. [و]قال سفيان - رضي الله عنه - : كل ما شئت ولا تشرب، وقال أيضا: اشبع الزنجي وكده(¬3)؛ وذكر صاحب اختصار عوارف المعارف أن سهل بن عبد الله - رضي الله عنه - كان يأمر أصحابه بكثرة شرب الماء وعدم إراقته على الأرض ويقول إنه يذهب بآثار النفس ويضعفها، وهذا خلاف ما يعتاد من كلام القوم.
ومن سنن الطعام: التسمية على الأعيان، وقال بعض الشافعية: إذا سمى واحد من الجماعة كفى، واستحب بعض الصالحين التسمية عند كل لقمة والحمد لله عند بلعها قال: لأن ما أكل بالغفلة أعان عليها. قال ابن الحاج: وهذا وإن كان حسنا فاتباع السنة أحسن ولم يرد ذلك عن أحد من السلف والخير كله في الاتباع.
وفي الرسالة: "وليس غسل اليدين قبل الطعام من السنة إلا أن يكون بها أذى". وفي الخبر: "غسل اليد قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي اللمم"، ورجحه في الكافي وحض على العمل به(¬4)؛ وهذا مما يستأنس به في العادات، والسنة خير كلها.
وآداب الأكل كثيرة، وقد استوفاها الإمام أبو حامد وغيره فلينظر كتابه.
পৃষ্ঠা ২৫