ووصف هذا كثير مما أعد الله للمتقين، كما قال: {وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} الذين اتقوا الكفر ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.
فقد بين الله في أحكامه أن الجنة للمتقين، ولمن عمل الصالحات وتاب توبة نصوحا، كما قال: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا}، وقال: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك}، وكل تائب ومؤمن وعامل بالصالحات، ولقي الله على ذلك فله الجنة والثواب، وهم أهل ولاية الله وثوابه، وجنته التي أعدت للمتقين.
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما}. /42/
فقد بين الله أحكامه في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
مسألة: [في تكفير السيئات باجتناب الكبائر]
- وسأل فقال: أليس قد قال الله: {إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}؟
قيل له: نعم، قد وعد الله تكفير السيئات لمن اجتنب الكبائر، ولم يوقفنا على هذه السيئات فنعرفها بعينها، إلا أنا قد علمنا أنه حق كما قال: إنه يكفر السيئات التي ذكر لمن اجتنب الكبائر، وقد قال: {من جاء بالحسنة فله خير منها} {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}، وقال: {وجزاء سيئة سيئة مثلها}، وقال: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون}.
পৃষ্ঠা ৫৮