فأما من تاب وآمن وعمل صالحا وبما أمره الله فإن الله يتوب عليه كما قال: {إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}.
وقوله: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}، يعني: من جميع الذنوب.
وإنما خاطب المؤمنين فقال: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا}، وقال النبي ^: «هلك المصرون»، وقال #: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
فمن لقي الله تعالى بعمل الكبائر أو الإصرار على الصغائر ولم يتب من ذلك فله النار كما قال، لا خلف لوعيده في ذلك. وأما من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، فإنه يغفر له |الذنوب| كما قال، وقد استثنى الله تعالى في كتابه في السارق والمحارب، ومن يقتل النفس التي حرم الله، والزاني أنه من تاب تاب الله عليه، وقال في الذين فروا من الزحف يوم أحد: {ولقد عفا الله عنهم}، وقد قلنا: إن النبي ^ قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وهذه آيات غير متشابهات.
পৃষ্ঠা ৫৬