قال المسلمون: من مات مصرا فقد أوجب على المصر العقاب، وأثبت لأهل التوبة النجاة مما وقع فيه أهل الإصرار، وقد قال: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزآؤهم مغفرة من ربهم}، فأوجب المغفرة لمن لم يصر، وأوجب بذلك تمام الوعد على المصر.
وقال النبي ^: «هلك المصرون». وقال ^: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، فأوجب لمن تاب أنه كمن لا ذنب له، وألزم الهلاك المصرين.
وفي بعض هذا كفاية في الوعيد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وقد قال الله في كتابه: {إن الله يغفر الذنوب جميعا}وهو لمن أسلم وتاب، كما قال: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا}، وقال: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، فأثاب التوابين، وقال: {توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم}، وعسى من الله واجب، فثبت أن الجنة لكل تائب والوعد له واجب، والنار لكل مصر، والوعيد له لازم، والعذاب عليه واصب إذا لقي الله على معصيته؛ لأن الله تعالى قد حرم المحارم، وحد الحدود، وأوجب الحقوق، فكل من ركب المحارم، وتعدى حدود الله، وترك فرائض الله، ولم يؤمن بالله ولم يتب ولقي الله على ركوب الكبائر، والإصرار على الصغائر التي أوعد المصرين عليها النار، فلهم النار كما قال، لا خلف لما قال.
পৃষ্ঠা ৫২