وقوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}، لا يمتنعان مما يراد بهما.
واستوى إلى السماء بالملك والتدبير؛ لا أنه يتحول من مكان إلى مكان -تعالى ربنا وجل-، بل هو الغني عن العرش وعن السماء والأرض، وعن جميع خلقه؛ لأنه لا يشبه بشيء من خلقه. /26/
فإن قال: ما معنى الغني؟
قيل له: هو الذي لا يجوز عليه ضرر ولا نفع، ولا به حاجة إلى شيء مما خلق، وهو الغني عن كل شيء، وعن جميع ما خلق.
فإن قال: قوله: {أأمنتم من في السماء}؟
قال: معناه أأمنتم عقوبة من في السماء حافظ مدبر.
فإن قال: قوله: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}، {وهو الله في السماوات وفي الأرض}؟
قال: وهو الله في السماء، وهو الله في الأرض، وهو الله في السموات وفي الأرض، لا إله غيره، حافظ مدبر، رازق خالق مالك، قادر عالم، لا إله غيره، {يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}.
فإن قال: فقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}، {وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير}.
قيل له: عالم بذلك كله لا يخفى عليه تعقب ذلك بمقدمة قبله وصلة بعده؛ فالمقدمة قوله تعالى: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة...} إلى آخر الآية.
পৃষ্ঠা ৩৬