জামিক
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
وسار أبو بكر في أهل الردة كما قال رسول الله ^: «من بدل دينه فاقتلوه»، فقاتل أهل الردة حتى دخلوا فيما خرجوا منه، وقاتل من منع الصدقة حتى أخذ منهم، وقاتل من قاتله من أهل الأمصار، وصالح من صالح من أهل الذمة، واحتذى مثال رسول الله ^.
وقاتل عمر ~ أهل فارس والسواد، وغير ذلك من أهل الأمصار، وصالح من صالحه من العجم، وافتتح الأمصار، واصطفى الأموال فجعلها فيئا وصوافي للمسلمين، يأكلها الأول والآخر والذين جاءوا من بعدهم، ولم يقسمهما بين المقاتلة.
وقسم رسول الله ^ الفيء، وأعطى عطايا من ذلك المؤلفة في الإسلام، فقسم الخمس على السهام التي أمر بها الله، وبين قسم ذلك، ونهى عن غلول الغنائم، وحرم قليل ذلك وكثيره، وقد قال الله: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، وقد قال: {وما كان لنبي أن يغل}، فمن قرأ: {أن يغل} يقول: ما كان لنبي أن يخان، {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، ومن قرأ: {ما كان لنبي أن يغل} يقول: أن يأخذ ذلك لنفسه، ويخون الغنيمة، والله أعلم.
فهذه السيرة في أهل الشرك، ومعاني بعض ما كان منهم، ولم يصل على من غل، ولم يصل على المنافقين.
والصلح والجزية ليس فيهما خمس، ولا للفقراء في ذلك سهم معلوم، وقسم الخمس من ستين سهما، فصح خمسها اثنا عشر سهما، فلله وللرسول ولذي القربى ثلاثة أسهم، ولليتامى ثلاثة أسهم، وللمساكين ثلاثة أسهم، ولابن السبيل ثلاثة أسهم، والخمس في كل غنيمة للمسلمين من مال أهل الشرك.
وفي كنوز الجاهلية الخمس، وقد رووا أن رسول الله ^ قال: «في الركاز الخمس». واختلفوا في المعنى:
فقال قوم: كنوز أهل الجاهلية، وأقل الخمس يخرج /173/ من خمسة دوانيق.
وقال قوم: الركاز كنوز الجاهلية والمعادن، ولم يتفق في المعادن أيضا.
পৃষ্ঠা ২৩৮