212

জামিক

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

জনগুলি

وقد قيل: إن مما لا يعذر الله العباد بجهله ولا الشك فيه بأن ينتهك المحارم التي حرمها الله على استحلال من أهلها لها، ودينونة فيها بها.

فذلك الذي لا يعذر الله العباد بجهله ولا الشك فيه، إذا علم أن الراكب لذلك مستحل دائن، لم يسع أحد أن يشك في هلاكه، والحجة في هذا قد قلناها مع ما بينه الله في كتابه مما حرمه من المحارم.

مسألة: [ما لا يسع جهله من الإسلام]

- وسأل عن: الإسلام الذي لا يسع الناس جهله على حال من الأحوال؟

قيل له: هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ^ عبده ورسوله، وأن ما جاء به محمد من عند الله هو الحق؛ فهذا هو الذي لا يسع جهله على كل حال.

والحجة به قائمة على كل بالغ عاقل، ولا يعذر أحد بالشك في هذه الجملة، ولا التكذيب بها، فقد قال الله: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا}، وقال: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق}.

وهي الجملة التي من أقر بها كان مسلما، ومن أنكر شيئا منها كان مشركا، وهي الجملة التي كان رسول الله ^ يدعو إليها.

وقد قال الله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}، وقال: {إن الدين عند الله الإسلام}، والتي هي أحسن: كلمة الإخلاص "لا إله إلا الله"، والإخلاص أن تخلص الدعوة لله وحده.

পৃষ্ঠা ২১২