فلا خلاف بين أحد أن من غوى عن الحق فقد ضل عنه، ومن غوى عن الطريق فقد ضل. والضلال منه الهلاك؛ لأنه قال: {يعذب من يشاء ويرحم من يشاء}، وقال: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء}، وقال: {ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}، وقوله: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}، وقوله: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}.
وقد يكون الضلال بمنزلة الترك لم يرشدهم، وقد يكون الضلال من النسيان، كقوله تعالى: {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}.
ومن الضلال: الهلاك، مثل قوله: {ألم يجعل كيدهم في تضليل}، {وأضل فرعون قومه وما هدى}: أغواهم حتى هلكوا. وقالوا في النار: {وما أضلنا إلا المجرمون}.
والضلال على وجهين: ضلال عمى، وضلال هلاك. والهدى: هدى السعادة، وهدى البيان.
8- باب:
مسألة: في القدر ما هو؟
- وسأل عن: القدر ما هو؟
قيل له: القدر هو الخلق، وقد قال: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}. وقال: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، فالقدر هو الخلق.
فإن قال: فيعذب الله على القدر؟!
قيل له: لا؛ ليس الله يعذب على القدر، وإنما يعذب على المقدور.
فإن قال: وما الفرق بينهما؟
قيل له: القدر فعل الله، والمقدور فعل العبد الذي إن فعل خيرا حمد عليه، وإن فعل شرا عوقب عليه، والمقدور فعلهم.
وكذلك قول الله: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}، فالقدر فعله، والمقدور /97/ فعل الخلق، وكسبهم إنما يقع بالمقدور، وفعل الله هو القدر. وهذا دليل على أن فعل الله لأعمال خلقه لا يشبه عملهم، ولأنهم لا يشبهون به في شيء من حالاتهم.
পৃষ্ঠা ১৩৬