قيل له: لنهي الله عنه وعن فعله فصار فعله كفرا، والفاعل له كافر.
فإن قال: لم صار قبيحا؟
قيل له: لأن الله سخطه ولم يقبله، ونهى عنه، ولم يأمر به، فصار الفاعل له مرتكبا لما نهاه الله عنه، كافرا لنعمة الله عليه.
فإن قال: لم عاقب الكافر؟
قيل له: لأنه عصى الآمر له، وركب ما نهاه عنه من فعل ما حرم عليه فعله من القبيح.
فإن قال: لم صار الإيمان حسنا؟
قيل له: لطاعة الآمر له، وهو في اللغة: التصديق بما أمر الله من الطاعة.
فإن قال: لم صار من صدق به مؤمنا؟
قيل له: لأنه صدق بما أمر الله به وعمل، فصار مؤمنا آمنا من العقوبة.
فإن قال: لم صار حسنا؟
قيل له: لأنه تصديق واعتراف بحق المنعم، واتباع ما أمره.
فإن قال: فما الدليل على خلق الإيمان والكفر؟
قيل له: الدليل على ذلك قول الله: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور}، وقال -أيضا-: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} من الكفر إلى الإيمان، {والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، ولو لم يكن الكفر ظلمات لم يخلدوا في النار.
فذلك يدلك أنهما مخلوقان، وهما الكفر والإيمان، وهما مما تلونا نور وظلمات، والله خالق ذلك كما قال.
فإن قال: فجبرهم على ذلك؟! /86/
قيل له: لا، بل فعلوه باختيارهم.
فإن قال: فكيف خلقه ولم يجبرهم عليه.
قيل له: خلقه كسبا لهم لا له، وخلقه لا يشبه بما كسبوه؛ لأنه لا يشبه بهم، وقد أخبر أنه خالق ذلك، ونحن لما قال تبع.
فإن قال: فالكفر هو الكافر؟!
পৃষ্ঠা ১২১