وإن (¬1) قال قائل: ما يدريك (¬2) لعل العرب قارضت (¬3) القرآن وأتت بمثله فخفي ذلك وانكتم. قيل: لو جاز ذلك لجاز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هزمه عدوه يوم بدر فستر ذلك عنا ونقل إلينا خلافه، ولجاز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قتل في بعض مغازيه فكتمنا ذلك ونقل إلينا أنه مات على فراشه، على إنه قد روي ما امتحن به صلى الله عليه وسلم في أصحابه يوم أحد وغيره من الأيام وما نيل منه في وجهه، وما هجي به وادعي عليه من السحر والكهانة والجنون، وقد طعن الملحدون في القرآن وألفوا في ذلك الكتب، ولو كانت العرب قد عارضته بمثل الذي أتى به فأبطلت حجته لاشتهر ذلك. ولكن أحق بالظهور لشهرته وعظم الخطب فيه من سائر ما ظهر؛ لأنه أغرب وأعجب وأقطع وأشنع، ومحال أن يكون ينقل إلا دون ويترك الأجل القطع (¬4) وبالله التوفيق.
¬__________
(¬1) في (ب) و (ج): فإن.
(¬2) في (ج): يدريكم.
(¬3) في (ج): عارضت.
(¬4) في (ب)، إلا قطع وفي (ج): إلا فظع.
পৃষ্ঠা ৩০