وكان فرض الصيام واجبا في الحضر والسفر بقوله جل ذكره: { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات } . (¬1) ثم رخص بعد ذلك للمسافر والمريض. وقوله: { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } على اليهود والنصارى والملل من قبلكم لعلكم يعني (¬2) لعلكم تتقون الأكل والشرب والجماع وغير ذلك مما نهي عنه في الصوم، وقال تعالى: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } . فقال قوم: يطيقون الصيام من غير مشقة (¬3) مرض، وقال قوم: يطيقون الإطعام، وقال قوم: كانوا يطيقونه ثم عجزوا عنه، وقال قوم: إنها منسوخة نسخها فرض الصيام. وأما قوله تعالى: { فمن تطوع خيرا فهو خير له } (¬4) ، إن أطعم مسكينين كل واحد نصف صاع بر فهو خير له، هكذا وجدت في بعض التفسير (¬5) فالواجب إطعام واحد يقال نسخها قوله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان? } (¬6) يعني من الحلال والحرام والله أعلم. وقوله: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } ?وأما قوله: { الذي أنزل فيه القرآن } ?عني نزل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في كل ليلة قدر، ما يحتاج إليه الناس لسنتهم والله أعلم. قوله: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ?اليسر: السعة، والعسر: الضيق، ولولا إنه رخص للمريض والمسافر لكان قد ضيق عليهما. وأما قوله: "ولتكبروا الله على ما هداكم"، فقال قوم من أهل التفسير: يكبرون على الضحايا والذبائح التي هداكم لتأديتها، وقال قوم: يكبرون على إثر رمضان ليلة الفطر (¬7) وقوله: { فابتغوا ما كتب الله لكم } ?يعني الولد.
¬__________
(¬1) سورة البقرة: 183.
(¬2) يعني لكي تتقوا الأكل والشرب هذا في (ب) و (ج).
(¬3) في (ب): من غير مشقة سفر ولا مرض وفي (ج) من غير سفر ولا مرض.
(¬4) سورة البقرة: 184.
(¬5) في (ب): التفاسير.
(¬6) سورة البقرة: 185.
পৃষ্ঠা ১৪