واختلف الناس في أول سورة أنزلت، فقال بعض: أول سورة أنزلت { ?إقرأ باسم ربك الذي خلق } (¬1) وآخر سورة أنزلت (المائدة) وآخر آية أنزلت: { ?واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } (¬2) ، وقال آخرون: وآخر آية أنزلت (¬3) : ? { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم } (¬4) ، وسنذكر من الناسخ والمنسوخ ما يكون فيه دلالة على معرفة الناسخ الذي يجب العمل به والإيمان بالمنسوخ الذي نهينا عن العمل به بعد نسخه بإذن الله وتوفيقه. قال الله تبارك وتعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها. } (¬5) يعني خيرا منها: لكم أو مثلها في العمل والفرض نسخة في العمل والفضل أو ننسها: نتركها على حالها والله أعلم. وقال قوم من أهل التفسير: { أو ننسها } ، فلا تقرأ على وجه الدهر، يقول صاحب هذا التفسير (¬6) : أي ننهى عن قرآتها فلا تقرا حتى تنسى، وفي الرواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرض عليه الصلوات الخمس قبل الهجرة بنحو سنة. وصلى عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس بعد هجرته سبعة عشر شهرا، وكانت الأنصار وأهل المدينة يصلون إلى بيت المقدس نحو سنتين قيل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- بمكة فصلى إلى الكعبة (¬7) ثماني سنين إلى أن عرج به إلى المقدس، ثم حول إلى قبلة بيت المقدس (¬8) لئلا يتهمه اليهود ولا يكذبونه لما كانوا يجدون من صفته معهم ونعته في التوراة.
¬__________
(¬1) العلق: 1.
(¬2) سورة البقرة: 281.
(¬3) في (ج) وقال آخرون آخر آية نزلت.
(¬4) التوبة: 128.
(¬5) سورة البقرة: 106.
(¬6) تفسير القرطبي: الإبطال ولإزالة وهو منقسم في اللغة على ضربين: إبطال الشيء وزواله ، وإقامة آخر مقامه.
(¬7) في (ج): وكان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمكة إلى الكعبة.
(¬8) في (ج) إلى قبيلة بيت القدس.
পৃষ্ঠা ১১