وقد روى عنه بعض شيوخه، منهم جماعة ممن ذكر: كالزّهري، ويحيى الأنصاري، وغيرهما.
كما روى عنه الكثير من أقرانه الأعلام: كعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت ١٥٠)، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت ١٥٧)، وشعبة بن الحجّاج (ت ١٦٠)، وسفيان الثّوري (ت ١٦١)، وحمّاد بن سلمة (ت ١٦٧)، والليث بن سعد (ت ١٧٥)؛ وكل هؤلاء ماتوا قبله. وممن أخذ عنه من أقرانه الذين تأخروا بعده - ولو يسيرا -: حمّاد بن زيد (ت ١٧٩)، وعبد الله بن المبارك (ت ١٨١)، وسفيان بن عيينة (ت ١٩٨)، وحسبك بهؤلاء الثلاثة عن ذكر غيرهم.
وأما تلامذته فلا يكادون يحصون كثرة، قال القاضي عياض: «وقد جمع الرواة عنه غير واحد، وبلغ بعضهم في تسمية من علم بالرواية عنه سوى من لم يعلم: ألف راو، واجتمع لي من مجموعهم زائد على ألف وثلاث مئة راو، وتدل كثرة قصدهم له على كونه أعلم أهل وقته» (١). وقال الذهبي: «وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مئة» (٢). وفي عددهم العظيم الفريد يقول جلال الدين السيوطي: «الرواة عن مالك فيهم كثرة بحيث لا يعرف لأحد من الأئمة رواة كرواته» (٣).
_________
(١) ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: ١/ ٧٢ - ٧٣. وكان القاضي عياض قد نبه من قبل في هذا الكتاب ١/ ١٣ على أنه تتبع هؤلاء الرواة من المؤلفات المفردة في ذلك - وسمّى جملة منها -، وأفرد لهم كتابه جمهرة رواة مالك.
(٢) سير أعلام النبلاء: ٨/ ٥٢.
(٣) مقدمة تنوير الحوالك على موطأ مالك: ١٠.
1 / 11