وقد اختلفت مناهج القوم في التصنيف في هذا الفن، فمنهم من التزم البدء بأسماء المحمدين تكريما لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأتبعهم بأسماء الآخرين مرتبة حسب حروف المعجم بدءا من الألف وانتهاء بالياء كما فعل ابن قاضي شهبة في "طبقات النحاة واللغويين" والسيوطي في "بغية الوعاة"، ومنهم من التزم الترتيب المعجمي من بداءة الكتاب حتى منتهاه كالقطفي في "إنباه الرواة" ومنهم من رتب أصحاب التراجم حسب ألقابهم مرتبة حسب حروف المعجم كابن الفوطي في "تلخيص معجم الآدباء في معجم الألقاب". ومنهم من قسم المترجمين إلى طبقات وفق اعتبارات معينة، ومنهم من أفراد في نهاية الكتاب فصولا خاصة بالكنى والأسماء المتشابهة، ومنهم من ساق التراجم دون نسق معين. ومن تلك المصنفات ما كانت تراجمه في الغالب مختصرة عموما، ومنها ما كانت تراجمه مفصلة، فيأتي الكتاب في أجزاء كثيرة. أو تكون ترجمة المشهور مفصلة وترجمة المغمور موجزة. ومنها ما صنف حسب العصور ككتاب "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لابن حجر العسقلاني، وكتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" للسخاوي. ولعل من حسن الحظ أن كثيرا من تلك المصنفات قد سلم من عوادي الدهر وتقلبات العصور، كما أن كثيرا منها طبع وأصبح تحت أيدي العلماء والمختصين؛ لأن كتب التراجم بحر زاخر ومنهج باهر، فيه يجد كل عالم بغيته فهي مصدر ثر لعلماء الاجتماع والسياسة والأدب والفقه والتاريخ إلى غير ذلك من العلوم والفنون فهي عمدة مؤرخ الأدب والفكر والعادات والفن وما إلى ذلك.
অজানা পৃষ্ঠা