وأخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عسل ابن ذكوان قال قال أبو عبد الرحمن أذم البيان أم مدحه فما أبان أحد بشيء
فقال ذمه لأن السحر تمويه فقال إن من البيان ما يموه الباطل حتى يشبهه بالحق
وقال غيره بل مدحه لأن البيان من الفهم والذكاء
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله الصحيح أنه مدحه وتسميته إياه سحرا إنما هو على جهة التعجب منه لأنه لما ذم عمرو الزبرقان ومدحه في حال واحدة وصدق في مدحه وذمه فيما ذكر عجب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك كما يعجب من السحر فسماه سحرا من هذا الوجه
وقد أجمع أهل البلاغة على ان تصوير الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق من أرفع درجات البلاغة وقد أحكمنا ذلك في كتاب صنعة الكلام
وقد روى هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى ومعه زيادات توخيت من أجلها تكريره
حدثنا أبو أحمد قال حدثنا ابن أبي داود قال حدثنا معمر بن يحيى النيسابوري قال حدثنا سعد الجرمي قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا أبو جعفر النحوي عن عبد الله بن ثابت عن صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن من البيان لسحرا وان من الشعر لحكما وإن من العلم جهلا وإن من القول عيالا )
পৃষ্ঠা ১৪