القدر المقتصر عليه، فيلتبس على الواقف عليه، ولا يميزه إلا بالنظر في أصله، ولكنه في الكثير يميز بأن يقول بعد سياق الحديث بطوله: اقتصر البخاري على كذا، وزاد فيه البرقاني كذا" (١).
ولذا قال ابن الصلاح: "غير أن الجمع بين الصحيحين للحميدي الأندلسي يشتمل زيادة تتمات لبعض الأحاديث، فربما نقل من لا يميز بعض ما يجده في الصحيحين أو أحدهما وهو مخطئ؛ لكونه من تلك الزيادات التي لا وجود لها في واحد من الصحيحين". (٢)
وقال العراقي في التبصرة والتذكرة (وليت إذ زاد الحميدي ميزا) (٣).
٢ - الجمع بين الصحيحين للحسن بن محمد الصاغاني المتوفي سنة ٦٥٠ هـ. والمسمى (مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية).
ويلاحظ:
أ- أنه رتبه ترتيبًا لم يسبق إليه، ولم يتابع عليه، فلم يرتبه على الأبواب، ولا على المسانيد، ولا على حروف المعجم، وإنما رتبه على الكلمات الأُوَل على أبواب النحو؛ مبتدئًا بمَنْ الموصولة، ثم مَنْ الاستفهامية، ثم إن، ثم إذا ...، وهكذا. وهذا يجعل الاستفادة منه في غاية العسر.
ب -كما أنه اقتصر فيه على الأحاديث القولية فقط.
_________
(١) فتح المغيث (١/ ٤٧).
(٢) المقدمة مع التقييد (ص ١٩).
(٣) فتح المغيث (١/ ٤٧). وقد تعقب الحافظ في "النكت" (١/ ٣٠٠) كلام العراقي ولكن كلام السخاوي أكثر دقة واحترازًا.
مقدمة / 11