জামাল দিন আফঘানি
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
জনগুলি
الأخلاق الفردية والاجتماعية
(1) الفضائل الفردية
إن أهم ما يميز الإنسان على الحيوان هو الفضائل والأخلاق؛ فلا خير في إنسان يفضله الحيوان، فالإنسان حيوان أخلاقي، والأخلاق هي التي تدل على الإنسان وتعبر عن جوهره. فأنم شيء على الإنسان فضيلته ورذيلته.
1
وميسور على الإنسان فعل الأسود، وممتنع على الأسود عمل الإنسان، والإنسان مثل الحيوان قوة، والحيوان ليس كالإنسان فضيلة.
ويفسر الأفغاني مقولتي الحسن والقبح تفسيرا أخلاقيا مثل المعتزلة القدماء، مشيرا بهما إلى الفضائل والرذائل. فالفضائل سجايا للنفس للتأليف والتوفيق كالسخاء والعفة والحياء. أما الرذائل فهي كيفيات خبيثة تعرض للأنفس، تحلل وتفرق؛ كالقحة، والبذاءة، والسفه، والبله، والطيش، والتهور، والجبن، والدناءة، والجوع، والحقد، والحسد، والكبرياء، والعجب، واللجاج، والسخرية، والغدر، والخيانة، والكذب، والنفاق.
2
والغريب أن الأفغاني يجعل الأحكام بالحسن أو بالقبح نسبية على عكس المعتزلة، مرتبطة بحالة الإنسان في الرضى والغضب. فمن الغرائب في طبائع الإنسان أنه إذا رضي استحسن القبيح واستسهل الصعب، وإذا غضب عكس الأمر فيستقبح الحسن ويستصعب السهل. فلو مزج الإنسان ساعة رضاه في ساعة غضبه لوقع على الهيئة المتوسطة وفاز بالفضيلة، فالحكم بالحسن والقبح يتبع الحالة الشعورية للإنسان، ولما كان الشعور في حالتين متعارضتين كما هو الحال في أحوال الصوفية فإن الإنسان يصدر حكما في حالة التوسط بينهما، وهي حالة افتراضية صرفة؛ إذ إن الحكم الأخلاقي لا ينتظر هذه الحالة المتعادلة، ولا يصدر طبقا لهذه القسمة الحسابية. ويضرب الأفغاني المثل على نسبية الحقائق والأحكام بأن لكل خط طرفين، ولكل إنسان وجها وقفا، وهما الفضيلة والرذيلة. الفضيلة وجهه، والرذيلة قفاه. لذلك يختلف الحكم على الأشخاص باختلاف الزمان والمكان والموقف وقصد القائل، مما يجعل الإنسان قادرا على الاقتناع بالشيء وضده في موقفين مختلفين. ويؤصل الأفغاني هذه النسبية - على عكس ما هو شائع - في حياة الرسول. فقد تعامل مع أبي سفيان بطريقتين: إذلاله بعبور جيش المسلمين أمامه، وإكرامه بعد الفتح؛ لأنه من سادة قريش. وأثنى على تبختر أبي دجانة طالبا
قريش
للمبارزة، كما أثنى على الخل باعتباره نعم الأدم تطييبا لقلب الفقير.
অজানা পৃষ্ঠা