ومن ذلك أن كل واحد من تلك الأجزاء التى عنها كان تركيب البيت قد كانت معه صلابة، وثقل، وشكل، ولون، ومقدار. وهذه الأشياء بأعيانها هى الموجودة فى المؤلف عنها. وذلك أن كل واحد من الصلابة، واللون، والثقل موجود بعينه فى جملة ذلك البيت كالذى كان فى الأجزاء التى تركب منها. وذلك أنه لم تكن تلك صلبة، فصار البيت المؤلف منها لينا، ولا كانت تلك ثقيلة، فصار هذا خفيقا. ولا كانت تلك حمراء، فصار هذا أسود. فأما الشكل والمقدار فكل واحد منها موجود فى البيت من قبل أنه قد كان موجودا فى الأجزاء التى ركب منها. لكنها ليس هو بعينه فى جملة المركب كالذى كان فى كل واحد من الأجزاء التى عنها ركب، لا المقدار، ولا الشكل، لكنه ليس قصدنا هذا فى النظر أن ننظر هل البيت أكبر من اللبن، أو هل البيت مستطيل، واللبن مربع. لكنه إنما قصدنا فى النظر أن ننظر هل إنما صار للبيت المقدار والشكل من قبل أنهما قد كانا للأجزاء التى ركب منها البيت. وإلا فمن لا يعلم أن الخط المستقيم القاطع للمربع من الزاوية إلى الزاوية يقسمه إلى مثلثين، وأن من تأليف ذينك المثلثين يصير مربعا واحدا. لكن كل واحد من المثلث والمربع إنما هو شكل. ونصفا الدائرة أيضا إذا ألفا، حدثت عنهما جملة الدائرة.
পৃষ্ঠা ৩১