وقد اختلف المفسرون لكتب ابقراط فمنهم من قال ان جميع هذه الكتب وضعها بقراط واحد ومنهم من قال انهم ليست لواحد.وذلك ان القوم الذين يسمون بهذا الاسم اعنى بقراط اربعة نفر يتلو بعضهم بعضا.واولهم ابن غنيسيديقس والثانى ابن ايراقليدس والثالث ابن ثسالوس والرابع ابن دراقن ولجميعهم كتب.وقال قوم أنه ليس شىء من هذه الأقاويل ولا لواحد من هؤلاء الاربعة لكن الواضع للكتاب فى المولود لثمانية اشهر فولوبس والواضع لكتاب الغذاء ثسالوس. وقال بعضهم ايضا فيما يوجد مكتوبا فى المقالة الثانية من كتاب ابيديميا انه لثسالوس. وقال اخرون انه مفتعل من رجل اخر. وكان ثسالوس ابن بقراط بن ايراقليدس الثانى من بعد ابن غينسيديقس. واما فولوبس فكان تلميذا لبقراط وكان الوارث من بعده لتعليم تلامذته لانه اقام فى مدينة ابابه+. واما ثسالوس فكان اكثر عمره مسافرا لانه كان قد اتصل بارشالاوس ملك ماقيدونيا. ومن الناس من زعم ان كتاب الغذاء ليس هو لثسالوس لكن واضعه انما هو رجل من آل ايروفيلس ومنهم من زعم ان واضعه غير معروف. وقالوا ايضا فى الاقاويل التى فى مقالات ابيديميا انها ليست بصحيحة.وذلك انه قد يوجد فى المقالة الثانية والسادسة من هذا الكتاب اشياء كثيرة مفتعلة لان هاتين المقالتين لم تكونا بعد وضعتا ليقرأهما 〈سائر〉 الناس مثل المقالة الاولى والثالثة بل انما كانت اشياء رسمها بقراط لنفسه فى قراطيس وجرد وطروس فجمعها ثسالوس ابنه.وزعموا ان بعض هذه الاشياء المفتعلة زادها ثسالوس من عند نفسه وبعضها زاد قوم اخرون.
واما انا فانه يسهل على الاحتجاج فيما وقع من الاختلاف فى حدود الحمل. واما ما وقع من الاختلاف بسبب الظن بان كل واحد من الشهور ثلثين ثلثين يوما فلست واثقا من نفسى بتقويمه على ما ينبغى.
فانا قائل الان اولا فى حدود الحمل فاقول انه ينبغى ان يحد الحمل وقتين — لا فى الاطفال المولودين لسبعة اشهر فقط لكن فى جميع الاطفال الباقين فاحدهما الوقت الذى لا يمكن ان يتقدمه الولاد فيحيى ذلك المولود.والثانى الوقت الذى لا يمكن ان يولد بعده فيحيى.وذلك ان زمان حمل الاطفال الذين يحيون ليس هو عددا محدودا بالحقيقة بل له عرض.وقد يمكن ان يقال ان الحد الاولغ من هذا الزمان هو النصف من السنة كلها وهو مائمة واثنان وثمانون يوما وخمس عشرة ساعة وجزء يسير يضاف إليه.وان الحد الاخير من هذا الزمان مائتا يوم وعشرة ايام والأولى هو بان يقال انه مائتا يوم وستة ايام ونصف.وذلك ان القول بان كل واحد من الشهور ثلثون يوما معما انه كذب هو يوجد مخالفا لاصح كتب ابقراط. وذلك بان ابقراط لما اراد ان يحصر ثلثة اسبابيع فى عشرين يوما قال فى كتابه فى تقدمة المعرفة هذا القول: «انه غير ممكن ان يحسب شىء مما وصفنا على كامله وذلك انه لا السنة ولا الشهر يمكن ان تحسبا على ايام كاملة».
পৃষ্ঠা ৩৩৭