إنه ينبغي للطبيب أن يكون عالما خبيرا باختلاف حالات الهواء، والمياه، والبلدان، والأعمال، والعادات، والأطعمة، والأشربة ليصل إلی وجود أسباب جميع الأمراض، وقوی الأدوية، وما يتداوی به منها، ويقدر أن يقيس ويتفكر، فيعلم ما فعل هذا الدواء الذي معه هذه القوة، إذا عولج به هذا النوع من العلة.
وذلك أنه لا يمكنه — في قولهم — الوصول إلی معرفة ما يتداوی به دون أن يرتاض في جميع هذه الأشياء، ويتصرف فيها.
وأنا ممثل لك في ذلك مثالا تستدل به علی جميع ما وصفت لك.
فانزل: أن عضوا من أعضاء البدن حدث فيه وجع، وصلابة، وانتفاخ، ومدافعة للغامز عند غمزه إياه، فقد ينبغي للطبيب إذا رأی ذلك أن يستخرج أولا علم السبب في ذلك، ويعرفه: وهو أن جسما رطبا مقداره أكثر من المقدار الطبيعي تحلب إلی ذلك العضو، فانتفخ، وتمدد، وحدث فيه وجع.
ثم ينظر من بعد ذلك إن كانت تلك الرطوبة تتحلب بعد، فينبغي أن يمنعها من التحلب. وإن كانت قد انقطعت، فينبغي أن تستفرغ من ذلك العضو الذي تحلبت إليه.
পৃষ্ঠা ২৪