فاذا انت الآن عاودت تحريك ذلك الجرم الذى يغطى المجرى وشلته مع تحريكك اياه قليلا رايت الطرف النافذه الى البطن الموخر من طرفى المجرى ينغلق وينطبق بالشعبة الشبيهة بالدودة التى من خلف كانها طبق له عندما تذهب بجملة الجرم الذى على المجرى الى خلف وينفتح عندما يذهب هذا الجرم الى قدام وانفذ ايضا فى هذا الوقت خاصة من البطن المقدم الى البطن الموخر آلة من آلالات الحاضرة عندك مستديرة ملساء ويكون مقدار غلظها على مقدار فتح المجرى خشبا كانت الآلة ان نحاسا ام حديدا ام فضة ام ذهبا فان كانت خشبا فلتكن من خشب العرعر خاصة فان هذا الخشب خشب كثيف أملس وجميع الآلات التى صنعتها هذه الصنعة يسميها اليونانيون اميال على ما جرت به عادتهم يريدون بذلك اسم الجنس واما أنا فقد أدخلت فى بعض الاوقات فى هذا المجرى من البطن الوسط عندما لم يحضرنى شى آخر القلم الذى يكتب به ولم ادخل منه الطرف المبرى الذى به يكتب لان هذا حاد لكن ادخلت طرفه الاخر المستدير ولم ازل ادسه قليلا قليلا حتى أخرجته الى البطن الخلف من غير ان اثقب شيا مما حوله وفى هذا الوقت تفطن وانظر خاصة الى هذا الذى اصفه لك وهو ان البطن الخلف عار فى الموضع الذى يضام فيه اول منشاء النخاع ليس له جرم موضوع عليه كما للثلثة البطون الأخر والاجزاء المضامة من هذا البطن الرابع للمجرى المشترك بينه وبين البطن الوسط واما الجزء الذى من هذا البطن عند راس النخاع فهو ايضا معرى من كل جرم شبيه الجوهر بهذا غير انه مغطى بالغشاء الغليظ وحده فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فاقلع حينئذ جملة الجرم الذى له شعبتين شبيهتين بالدودتين بعد ان تتحرى سلامة الغشاء الموضوع على المجرى كيما تراه روية بينه وانت تقدر حينئذ اكثر من المرة الاولى ان تدخل فى المجرى إن شيت شيا تنفذه منه وتقدر ايضا ان تفتحه بأنبوب واذا انت فعلت ذلك فقد حان لك ان تقطع الغشاء أو تفتحه كيما يظهر لك المجرى مكشوفا فيدلك ما تراه من صلابة سطحه الداخل على طبيعته ومنفعته وترى ايضا فى هذا الموضع مجرى آخر متعرجا ذاهب الى اسفل والى قدام تحتاج بعد قليل الى ان تشرحه وتعلم ان ينتهى واما فى هذا الوقت فاقلع الصنوبرة وارفعها عن المجرى ثم خذ بيدك وتفرس وتفطن فيها وانظر اليها وهى لحم رخو كاللحم الرخو الموجود فى كثير من الاعضاء ويقال له الغدد الذى جعل وطاء وحشو يسند العروق المنقسمة فى تلك الاعضاء ويدعمها وهى جزء من الدماغ اكثف من جميع جوهر الدماغ وانظر كيف ترى فى جوفها شيا صلبا شبيها بالنواة أو بالغضروف ليس بموجود فى ساير اللحم الرخو وهذا الشى تجده وجودا بينا فى الحيوانات العظيمة الابدان اعنى فى الفرس والثور والحمار وغير ذلك مما اشبهه فاستفد هذا على رايك وطريقك فانه امر خارج عن جملة التشريح واما الامر الذى ينبغى لك ان تقصد النظر اليه بعناية فهو اشتراك الاربعة البطون التى فى الدماغ فانك اذا عنيت بذلك رايت الجزء الذى شبهوه اهل التشريح بالطرف المبرى من القلم قد جعل شبيها بمسل يصب الى النخاع وترى من فوق هذا الجزء البطن الخلف ينفذ منه مجرى ممتد الى البطن الوسط وترى البطنين المقدمين مفتوحين نافذين الى البطن الوسط على ما وصفت قبل وترى الطرف الاسفل من كل واحد من البطنين المقدمين ياتى واحد من المنخرين وهو شبيه بقرن مجوف يبتدى من اعلاه واسع ثم لا يزال يضيق دايما فينبغى لك الآن ان تكشط وتقلع جميع ما حولهما ولا تزال تمر معهما حتى تنتهى الى منتهاهما وهذا المنتهى أهب الاشياء اليك أن تراه فى دماغ حيوان هرم مهزول قد اضربه الجوع والتعب فصغر لانه ضمر بسبب مرض فان النظر اليه تحتاج معه الى ان يكون جوهر الدماغ أصلب وأيبس ما يكون وقبل هذا ان شيت فانطر نطرا باستقصاء الى المنافذ التى تنفذ من البطنين المقدمين الى الجانبين واكشط عنها جميعا جميع ما حولهما من الاجرام كيما تنظر نظرا شافيا الى المجرى الحادث عن طرف كل واحد منهما كيف ينحدر الى مسافة بعيدة على مثال مبداء النخاع غير ان ذلك المجرى لا يشبه راسه راس القلم الذى به يكتب وليس لهذا فى هذا الموضع شى من التحديب لكن كل واحد من البطنين لا يزال هو نفسه يضيق ويفنى حتى يحدث عنه المجرى وتجد ههنا الى جانب هذا المجرى جزء من الدماغ خاص مباين لساير اجزاء الدماغ بتخطيط وانحياز يفرده من غيره فاعمد الى هذا الجزء واكشط عنه ما حوله واقف أثره الى قدام فانك تجده هناك مدمج متصل متحد بعصبتى النظر ومما يعينك على وجود اتصالها واندماجها سريعا ان تمد هاتين العصبتين من اسفل الى راسهما وأصلهما نفسه الى فوق ولم اذكر ذلك بعد واذكر من امر أصلهما شى فيما بعد حيث احتاج الى اعادة هذا الكلام لكن سوف اخرس بالحال فيه واما الان فتفرس وانظر فى هذا الموضع كيف يمتد طرفى البطنين المقدمين الى المنخرين والتمس الوقوف على ذلك من نفس البطنين على ما اصف لك اعمد الى الجزء الذى عنده حتى يمتد كل واحد من البطنين الى قدام يضيق فأدخل فيه راس ميل غليظ فان الموضع نفسه عند منشاه واسع واذا فعلت ذلك فمده الى فوق بعض المد ثم اقطع أو اخراق الجزء الذى يمتد الى فوق وامض الى قدام اولا فاولا حتى تبلغ الى مبداء الأنف حيث العظام التى يسميها اصحاب التشريح الشبيهة بالمصافى فانك اذا كشفت على هذه الصفة عن هذه الشعبة كلها تبين ما تراه من صلابة سطح المجرى وترى الدماغ فى هذا الجزء ارطب واشبه بطبيعة المخاط وقد لقيت مرارا شتى عندما اردت ان استقصى معرفة طبيعة هذا الموضع غيب ليس بيسير وترى غبيا ومشقة شديدة وذلك انه لم يكن يمكنى ان انظر عيانا هل كل واحد من ذينك التجويفين ينتهى الى منفذ واحد كما ينتهى تجويف الموضع الذى يقال له البركة ام ينتهى كل واحد منهما مصمت مسدود ام فيه ثقب ومنافذ دقاق فان نفس طبيعة الامر يوحب ان يكون ليس بمسدود كما ترى مرارا كثيرة مخاطا غليظا كثيرا جدا ينحدر من الدماغ الى المجرى النافذ فى كل واحد من المنخرين وكان هذا المخاط لا يمكن ان يخرج ويستفرغ دفعة من غير منفذ ذى قدر ولكن ليس قصدى ههنا ان استخرج العلم بطبيعة الامر الذى اريد معرفته بالقياس لان ليس غرض التشريح هذا الغرض بل انما قصدت لاقتص الاشياء التى تظهر للعيان وليس يمكن ان تنظر عيانا الى منتهى المنافذة من الدماغ الى المنخرين كيف هو وذلك لان الامر على ما وصفت من ان الدماغ فى هذا الموضع لين وليس اظن ايضا ان فم المنفذين واحد لانك ترى عيانا ان ما يحوى ذلك التجويفين جرم الدماغ يجتمع بعضه الى بعض فى كل واحد من الجانبين اليمين والشمال على مثال واحد وقد تفرست فيه مرارا شتى وتفطنت اليه فى مواضع ضوية ولم ازل افعل ذلك حتى قاربت ان اكون قد احسسته حسا بينا يمكنى معه ان اقضى ثباتا بان منتهى كل واحدة من الشعبتين مثقوب ثقبا كثيرة غير ان الحاوى لهذا هو الغشاء الرقيق من غشاء ى الدماغ وهذا الغشاء بعينه هو فى الوسط فيما بين الشعبتين يجوز كل واحد منهما ويحده ويفرق بينه وبين الاخر تفريقا بينا وهذا الجزء الوسط من هذا الغشاء الرقيق ينتهى بحذاء الجزء الذى فى هذا الموضع من الغشاء الغليظ الذى يتغلغل ويغوص هو ايضا فيما بين هاتين الشعبتين مع عظم رقيق جدا فهذه اشياء قد رايتها عيانا مرارا شتى روية بينة ولما كشطت وقطعت عن العظام ما فى هذا الموضع من الغشاء الغليظ ثم مددته بيدى الى ناحية ضو الشمس رايت روية بينة ان بعض اجزاء هذا الغشاء ينفذ فيه الضوء نفوذا اكثر كان فيها مجارى دقاق وبعضها ينفذ فيه اقل وهذه ايضا اشياء نتج فيها الرجل بالحدس إنتاجا صوابا بان طرفى التجويفين لهما ثقبين الا ان هذين المنتهايين على ما وصفت بغير وقوع النظر عليهما فاما المجرايين الاخرين اللذين فى البطن الوسط فانت تقدر ان تنظر فيهما الى هذا الذى هو منهما نافذ من المجرى الواصل بين البطن الوسط والبطن الخلف الذى قلت انه يمر الى ناحية اسفل والى قدام على وراب فانت تقدر ان تنظر اولا الى اتصالهما تنظرا شافيا ثم تنظر بعد ذلك كيف يقبلهما المجرى العام الذاهب مستقيم الى اسفل الذى يفضيان اليه ثم تنظر بعد ذلك كيف يحوى ذلك الغشاء الرقيق المجرى من خارج ثم بعد هذا النظر كيف هذا الغشاء ايضا مثقوب فى الموضع الذى ينتهى فيه اولا الدماغ ويمكنك ان ترى فيه الغشاء الغليظ موضوع تحت قاعدته فاجعل مبداء نظرك الى هذه الاشياء ان تدخل الميل من المجرى المعرج تنفذه الى المجرى المنحدر من البطن الوسط ثم تمده كما شئت الى فوق باشد ما تقدر عليه حتى ينقطع جميع ما فوق المجرى المورب ويصير كله مكشوفا الى الموضع الذى يتصل فيه بالمجرى الذاهب الى اسفل على استقامة فانه اذا كشفت هذا الكشف تبين عيانا ان صلابة السطح الداخل منه ليست شى حادث بسبب مدنا نحن لتلك الاجرام التى مددناها بل هى شى قد كان قبل ذلك على هذا من الحال والمجرى ايضا الذى يفضيان اليه هو يدلك على امر نفسه دلالة اكثر ويحقق عندك تصديق محقق أمر ذينك وذلك ان الذى يحويه هو الغشاء الرقيق وعلى الغشاء من خارج زوج موضوع من الشريانات يرتقيان من قاعدة قحف الراس فاذا انت تبعت تقسم هذا الشريانين رايت جميع الاجزاء الخارجة من اجزاء الدماغ مملوة شريانات شبيهة بهذه مربوطة بالغشاء الرقيق على مثال رباط العروق وشريانات أخر تغوص الى قعره وأخر تذهب الى النسيجة الشبيهة بالمشيمة التى ذكرها أخذت فيه قبل وترى انه كما ان شريانين يرتقيان من اسفل فى كل واحد من الجانبين واحد ويصيران الى الدماغ وهما متصلان متحدان بالموضع المسمى بركة او حوض كذلك تجد فى ذلك الموضع اجزاء أخر كثيرة بعضها فى الاجزاء التى من قدام وبعضها فى الاجزاء التى من اسفل وبعضها من الجانبين وذلك ان المجرايين اللذين ياتيان العينين فان قوما يسمون العصبتين اللتين تاتيان العينين بهذا الاسم اعنى مجرايين بسبب ان فيهما وحدهما دون ساير العصب ثقبين محبوسين تجدهما فى الجزء الذى عنده يريدان يدخلان فى عظم القحف يضام احدهما الآخر ما يلى الاجزاء القدام من اجزاء البركة أو الحوض على انهما من فوق يجتازان من منبتين مختلفين على ما وصفت قبل والزوج ايضا الاخر وهما العصبتان الصلبتان اللتان تاتيان العينين ومضام للبركة موضوع تحته لحم رخو إسفنجى شبيه الشكل والمقدار بشكل حبة الترمس ومقدارها وذلك فى راس الثور واما فى راس غيره من الحيوانات فشكله هذا الشكل واما مقداره فحسب مقدار بدن الحيوان والنسيجة الشبيهة بالشبكة ايضا المولفة من شريانات المحيطة به تجدها من خلف تمتد الى موضع كبير ومن قدام ومن الجانبين تاخذ موضعا يسيرا والعظم الذى على الحنك الذى هو اللحم الإسفنجى مستقر متوكى عليه تجد فيه ثقب محبوسة فهذه الاشياء كلها فى هذا الموضع واول ما تراه انت منها المجرى الذى قلت لك انه ينحدر من الدماغ ويحويه الغشاء الرقيق ههنا شبيه بشكل المصفى أو الراوق الذى يروق ويصفى به الشراب الكدر اعنى بذلك جميع الشى المسمى المصفى او الراوق ثم انك ترى بعد ذلك فى الموضع الذى يذهب فيه هذا المجرى غاير الى العمق فى الغشاء الغليظ المثقوب على مثال ثقب الغشاء الرقيق اللحم الرخو الشبيه بحبة الترمس والى هذا اللحم يفضى منتهى البركة أو الحوض فاذا انت صرت الى هذا الموضع فاقطع الجزء الذى ههنا موضوع من الغشاء الغليظ تحت موضع الدماغ وفوق اللحم الرخو الشبيه بحبة الترمس وجوهر هذا اللحم الرخو متحلحل وحوله كما يدور النسيجة التى يقال لها الشبيهة بالشبكة التى فيها شريانات لا يحصى عددها منسوج بعضها مع بعض بضروب من الانتساج مختلفة وذلك انها ليس بشبيهة بشبكة سادجة بسيطة بل انما شبيهة بشبابيك كثيرة مركب بعضها على بعض ومع تركيبها هى منتسجة مضفورة بعض مع بعض وجملة ذلك تتولد من الشريانين اللذين فى العنق اللذين يسميان عرقى السبات وانا ذاكر لك صفة التقب الذى ينفذان منه فى قحف الراس والى اى موضع منه يميلان فى نفوذهما فى الموضع الذى اذكر فيه من كلامى هذا علاج تشريح أثقاب قحف الراس فاما ههنا فحسبك ان تبلغ فى تشريحك الدماغ خارخا عن قحف الراس الى هذا الموضع الذى بلغته وتعمد فى تعرف امر منابت الاعصاب التى لا بد لى ضرورة من ذكرها بعد قليل بكلام اشد استقصاء من هذا اذا انا صرت الى صفة الوجه الذى به ينبغى ان تشرح الدماغ وهو فى موضعه من بدن حيوان ميت فانك تحتاج فى ذلك العمل الى ان تتبع جميع منابت الاعصاب عند خروجها من قحف الرس فاما ههنا فحسبنا ان نذكر منابت العصب إن الزوج الاول منها تجده زوج العصبتين العظيمتين اللتين كل واحدة منهما موضوعة على احدى جانبى التجويفين اللذين ياتيان من الدماغ الى المنخرين ثم تجد بعده الزوج الثانى زوج العصبتين اللتين تنقسمان فى عضل العينين وتجد هذا الزوج بحسب ما يفوق الزوج الاول فى الصلابة يقصر عنه فى العظم ثم من بعد هذا الزوج زوج اخر ثالث تراه فى اول منبته ساعة يبرز شبيه بضفيرة من اعصاب دقاق كثيرة الا ان هذه الاعصاب ليس تنتسج وتنضفر وتلتف وتتشبك بعض مع بعض على مثال الضفاير التى هى ضفاير بالحقيقة بل هى الى ان يكون مركب بعضها على بعض اقرب والجملة الملتامة من اجتماعها اعظم من عصبتى الزوج الاول وترى الزوج الثانى يكون مقدار غلظه واحد من اربعة او من خمسة من مقدار غلظ هذا الزوج وهذا الزوج الثالث ساعة يطلع بعد منبته يغوص فى الغشاء الغليظ حتى تظن به اذا رايته انه مبادر الى النفوذ فى قاعدة قحف الراس والذهاب الى المواضع المتسفلة من البدن واما الزوجان الاولان فتراهما يذهبان الى قدام حتى يبلغان الى قعر موضع العينين والزوج الثالث ايضا ليس ينفذ من قحف الراس بحسب مبادرته فى الذهاب الى اسفل ولا ينفذ ايضا فى جميع ثخن بدن الغشاء الغليظ فضلا عن القحف لكنه يقسم ثخن بدن الغشاء الغليظ بنصفين بالطول فيجعل احد النصفين وطاء وفراشا تحته ويجعل النصف الاخر شبيها بالأقبية والجنة له ويمر فيما بينهما ذاهبا الى قدام حيث يصير الى أصل العينين واعنى بقولى اصل العينين الموضع الذى فيه قحف الراس مثقوب بقدر مقدار مطابق لمقدار غلظ كل واحد من عصبتى النظر وهما عصبتا الزوج الاول بغاية الاستقصاء فى المطابقة فاذا صار الزوج الثالث الى هذا الموضع فدعه فانه ليس راينا ههنا أن يثقب لك قحف الراس وتنفذه بل إنما تريد ان تتبع كل واحد من الازواج منذ اول منبته الى ان تبلغ به العظم وتكتفى منه بذلك فى هذا الوقت م من بعد هذا الزوج وهو الثالث تجد هناك زوجا اخر مضاما له ادق منه يكاد ان يكون فى غلظه قريبا من الزوج الثانى ومنبته ومنشاه من جزء قاعدة الدماغ الخلفانى كمنشاء الزوج الثالث ومنبته قبله يتحد من ساعته مع ذلك الزوج وينفذ معه من الغشاء الغليظ وتراهما كليهما روية بينة اذا انت قطعت كل ما هو موضوعليهما من هذا الغشاء م من بعد هذه الازواج على الولاء اذا مررت فى تشريحك الى خلف وجدت زوجا اخر من العصب كل فرد منه طاقين ولكن لما كان منبت كل عصبة من طاقى كل فرد قريب المواضع من منبت الاخرى صار مارينوس بهذا السبب يعد هذه الاربعة الاعصاب زوجا واحدا على أنا نجد عيانا انه ياتى كل واحد من جانبى الراس اليمين والشمال عصبتين بحذاء الأذن وتدخلان فى ثقبين احدهما من قدام وهو مجرى السمع والاخر فى العظم الشبيه بالحجر والموضوع فى الاجزاء الخلفانية من هذين الزوجين هو زوج عصبتى السمع فاما الزوج الاخر الذى يدخل فى الثقت الأعمى فانه كان فيما مضى يظن به الناس انه لا ينفذ الى خارج وكذلك كان ظنهم بالثقب نفسه وبهذا السبب سمى ايروفيلوس واصحابه هذا الثقب الأعمى وستعلم انت ان هذا الثقب ليس بأعمى وان العصبة تنفذ منه الى خارج فيما يستانف من الكلام اذا نحن صرنا بك الى عمل تشريح الدماغ وهو موضوع فى جملة البدن فاما فى هذا القول الحاضر فاقتصر على ان تسمى انت ايضا هذين الزوجين على مثال ما يسمونهما الاطباء الحديثة زوجا خامسا بأن تعدهما كليهما واحدا كيما لا يظن احد ممن يقرا كتابنا هذا من اهل التوانى والكسل بأنا غير موافقين لمارينوس فيما نذكره من امر هذا العصب من قبل أنا لم نقل ما قلنا من ان ازواج العصب النابت من الدماغ لا سبعة كما قال أوليك بل ثمانية من طريق الخلاف فى نفس طبايع الامور فان خلقا كثيرا من الاطباء لا يعلم بان مارينوس انما ذكر فى كتابه فى أصول العصب تلك الأصول التى ذكرها ايروفيلس باعيانها غير ان مارينوس زعم ان الازواج سبعة وايروفيلس قال انها اكثر من سبعة فضلا عما سوى ذلك ومن لا يعلم ذك فهو بمنزلة ما يقال فى المثل شبيه بملاح انما يعمل عمل الملاحة من كتاب فهو كذلك يقرا كتب التشريح غير انه يكسل عن النظر الى كل واحد من الاشياء التى يقراها فى ابدان الحيوان عيانا وبسبب هولاء نحن قايلون على مثال ما قاله اصحاب مارينوس ان الزوج الخامس ياتى مجرى السمع والمجرى الأعمى وكذلك الزوج السادس من ازواج العصب ليس كل واحد من فرديه ايضا عصبة واحدة تنبت من كل واحد من جانبى الدماغ بل كل واحد من فرديه ثلث عصبات ينبتن من ثلثة اصول الا انا نحن نعده ههنا كما عددنا عصب الزوج الخامس زوجا واحدا على حسب ما راى مارينوس ونعد هذا العصب زوجا واحد اشبه واكثر إقناعا من ان نعد عصب الزوج الخامس زوجا واحد وذلك لان ثلث عصباته تنفذ فى ثقب واحد من اثقاب قحف الراس ولان الثلث العصبات كلها محصورة معا فى الغشاء الغليظ كانها عصبة واحدة وقد بقى علينا من ازواج العصب النابت من الدماغ زوج واحد وهو الزوج الذى ياتى زايدتى الراس الداخلتين فى حفرتى الفقارة الاولى اللتين يسميهما بعض الناس الشبيهتين المنقرين فليكن منتهاك فى هذا التشريح الاول الذى امرتك ان تعالجه والدماغ خارج عن بدن الحيوان الى هذا المنتهى ثم خذ فيما بعد وهذا موضع ينبغى ان اصف لك فيه السبيل فى التشريح اجزاء الدماغ وهو فى موضعه من بدن الحيوان وأفضل ما يعالج هذا التشريح فى القرود ومن القرود القرد الذى وجهه مدور على اكثر ما يمكن ذلك فى القرد فان القرود المدورة الوجوه من اشبه شى بالناس واذا انت أعددت لنفسك قردا على هذه الصفة قد مات فاقطع اولا قطعين ذاهبين على الاستقامة فى طول الراس الى جانب الخط الذاهب من الجزء الذى هو اعلى موضع فى الراس على استقامة الى وسط المنخرين فان الدرز الوسط موضوع على هذا الخط كما ان الدرزين الشبيهين بالقشرين يذهبان فوق الأذنين بقليل وانا آمرك ان تجعل هذا القطع فيما بين الدرزين واسلخ مع الجلد جل الغشاء المحيط بقحف الراس حتى تكشف عن القحف وتعريه من جميع ما عليه من الاجسام ما امكن ذلك وافعل ذلك حتى تبلغ الى الدرز الذى فى الوسط والى ضلعى الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فان هذا الموضع يشترك فيه الغشاء المحيط بالقحف للغشاء الغليظ مشاركة ليست باليسيرة ويتبين اشتراكهما واتصالهما تبينا ظاهرا فى ملتقى كل عظمين وملتام بينهما درز فدع القحف فى هذه المواضع وحدها غير مكشوف ولا عارى ثم اقطع جميع العظم الذى فيما بين الدرزين وهو العظم المسمى يافوخ وهو عظم واحد من الجانبين كليهما ويحده ويفصله اربعة خطوط خطين منها ذاهبين فى طول الراس وخطين فى عرضه اما الخطين اللذين فى الطول فالدرز الوسط والدرز الشبيه بالقشرة واما الخطين اللذين فى العرض فالدرز الشبيه باللام والدرز الإكليلى فان انت قطعت هذه العظام على ما قد جرت به عادتك بقطعها عند ثقبك قحف الراس إما بالمثقب وإما بالآلة التى يقال لها العدسة فانك اذا تفطنت وجعلت ذهنك فيما تراه رايت الغشاء الغليظ ساقطا على الدماغ فى ذلك الموضع كله كما يدور وتراه مضاما للقحف فى موضع الدرز الذاهب على الاستقامة فى الطول وان كان الحيوان مع هذا حيوان قد طعن فى السن رايت ايضا الجزء من الغشاء الغليظ الذى قلت انه ساقط على الدماغ منحط عن الجزء المضام منه للدرز الذى فى الوسط انحطاطا كثيرا وعلى هذا المثال ان انت قطعت جميع الجزء الذى من القحف بعد الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين بعد ان تحفظ فى هذا الموضع الغشاء على مضامته للقحف رايت ساير اجزاء الغشاء كلها منحطة عن الجزء منه الذى عند الدرز ولكن هذا اول علاج تعالجه من التشريح لتقف به على ان الدماغ اقل مقدارا من الموضع الداخل من القحف فاما العلاج الثانى الذى تقف به على هذا وهو اصح وأبين من العلاج الاول فليكن على هذا السبيل اكشط ما فوق القحف كله ولا تدع شيا يتصل به خلا ما هو من الغشاء المحيط به عند الدرزين فقط اعنى الدرز الذاهب على الاستقامة فى الطول والدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين ثم اقطع القحف مع الغشاء الغليظ بالطول فوق الدرز الشبيه بالقشرة وبعد ذلك مد قليلا الجزء العالى منه الى فوق ثم أدخل تحته الراس العريض من الميل الشبيه بالملعقة وتعرف به كم مقدار انحطاط الدماغ ههنا عن العظام الموضوعة فوقه التى يضامها الغشاء الغليظ وقد يمكنك ايضا ان تستقبل بالقطع ضوء الشمس وتمد العظم الاعلى قليلا الى فوق على ذلك المثال فتعرف الموضع الخالى الذى فيما بين القحف والدماغ لا بالمجسه فقط لكن بالنظر بالعين ايضا وأبين ما ترى هذا اذا عمدت الى الجزء الاعلى من العظم الذى قطعته وفرقته من تحته بالآلة المكسرة للعظام التى تسمى العدسة بمنزلة الآلات التى رايتها مهياة عندى معدة لمثل هذه الاعمال وانا اعد هذه الآلات واتخذها لعمل اخر وهو أقدم فى العناية من هذا وهو انى اثقب بها عظم الراس المكسور ولانه قد ينبغى ان يكون كتابى هذا ينتفع به ممن يقراه ليس اصدقاءى واخوانى فقط لكن جميع محبى العلم على ما قلت قبل لست اكسل ولا انكل عن صفة خلقة هذه الآلات وصورتها فانا واصف لك ذلك فاقول افهم عنى وصور فى نفسك هذه الآلة المكسرة للعظام التى قد جرت العادة باستعمالها وجميع الناس يعرفها وتوهم ان منتهاها من قدام الذى يقطع به خط مستقيم ثم توهم على ان منتها احد طرفى هذا الخط شى شبيه بشكل العدسة خارج ياتى عن جميع الخط الذى يقطع وهو على غاية الاستدارة أملس كيما اذا دخل فى شقوق القحف المكسور أوصل مكسر العظام ووداه من غير ان يثقب شى فأدخل من هذه الآلة الى اسفل فى موضع شق القحف وقلعه الجزء المستدير الأملس الذى قلت انه شبيه بالعدسة حتى اذا احسست بهذا الجزء فى روس الناس الذين يثقت عظم القحف منهم الغشاء الغليظ وفى راس الحيوان الذى يشرح دماغه هذا التشريح الذى نحن فى صفته نفس الدماغ فإياك ان تدفع بعد ذلك الجزء المحدب من الآلة الى اسفل لكن اقلبه واجعل جزءه العريض الاملس يلقى ما تحته من الأجسام ويستقر متوكيا عليها ليقوم لك مقام الآلة المعروفة بحافظة الغشاء الغليظ واما الجزء القدام المدور من الشكل الشبيه بالعدسة فادفعه الى قدام مع جملة الحديدة وليكن دفعك اياه بدق الحديدة بالمطرقة التى قد جرت العادة باستعمالها فان هذا وجه يمكنك به أن تنحت من القحف ما شيت كيما يوسع للبصر مكان تنفذ منه حتى تتعرف به تعرفا بينا المسافة بين الغشاء الغليظ والدماغ ومن بعد ان تتقدم فتروض نفسك فى هذا العمل فى بدن حيوان ميت فليس يعسر عليك ان تجوده وتصلحه فى حيوان حى فى جل عظم القحف على الاستدارة من غير ان تقلع مع عظم القحف الغشاء الغليظ فانك اذا فعلت ذلك رايت ان هذا الجزء من الدماغ مع الغشاء منحط عن ارتفاع القحف كثيرا حتى تتوهم ان هذا الانحطاط كله الذى انحطه هذا الموضع انما عرض عند وقوع الغشاء وسقوطه على الدماغ سيما متى تكسل ان تتعرف التجارب اختلاف حالات ما يظهر للعيان من هذا الامر بفعلك هذا الفعل فانك اذا فعلته فى حيوانات قريبة العهد بالولاد وجدت القحف مملوا الاقليلا واذا فعلته فى حيوانات مهلوسة هرمة وجدت هناك موضع كبير خالى وساصف لك عن قريب ما يظهر للعيان من ذلك والحيوان حى واما الحيوان الميت فانت ترى عيانا فى هذا التشريح الذى نحن فى صفته جميع ما قلت قبل انك تراه والدماغ خارج عن القحف وترى مع هذا كيف يخرج كل واحد من الاعصاب من القحف وترى ايضا البطن الخلفانى تجد منتهاه على مثال القلم الذى يبرا ليكتب به الا على ما قال قوم انه ينحدر الى الفقارة الثالثة فانه ليس يمكن احد من الناس ان يتبين ان هذا البطن ينحدر انحدارا ظاهرا الى الفقارة الثانية فضلا عن الثالثة لكنه ينحدر فى بعض الحيوانات الى موضع منقرى الراس وفى بعضها الى الموضع الذى فيما بين الفقارة الاولى والراس وهو الموضع الذى يضرب فيه القوم الذين يقال لهم ذباحو البقر بالسكاكين الصغار وفى اليسير جدا من الحيوانات يوجد هذا البطن يبلغ الى الفقارة الاولى الا انه يتجاوز هذه الفقارة فيصير الى الفقارة الثانية والامر فى انه ينبغى لك ان تقطع جميع ما فى هذا الجزء من الراس من العظام معلوم وذلك بعد ان تكون قد تقدمت فرضت نفسك فى تشريح قحف راس قرد ميت واذا قطعت هذه العظام فتفطن تفطنا بليغا فى ذلك الموضع حيث الغشاءين وحدهما موضوعين على منتهى البطن الخلف فان ذلك من انفع الاشياء لك فيما تريد ان تفعله من التشريح فى بدن حيوان حى وتفطن ايضا فى البطن الوسط الذى يغطيه الشى الشبيه بالقبة وبالأزج وموضع هذا البطن فى المواضع العالية من الراس وانظر ايضا الى البطنين الموضوعين من قدام الى جانب الدرز الممدود بالطول نظرا شافيا بعناية وتفقد واحفظ ما تراه من موضعهما واذا رايت ايضا صعود عصبتى البصر الى البطنين اللذين فى المقدم روية مستقصاة كيف يكون ذلك من جانبهما فاحفظهما فى ذكرك فانك تحتاج ات تبحث عما يعرض عند الضغط أو بقطع كل واحد من هذه الاجزاء فى بدن حيوان حى فى هذا العمل الذى وصفته لك وانت ترى على طريقك عن غير قصد منك فى هذا التشريح الذى وصفته لك قبيل انه يخرج عروق من الدروز فى مواضع كثيرة وتتصل وتتحد غاية الاتصال والاتحاد بالعروق التى خارج فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فخذ فى ثقب القحف كيما تتعلم نفسا الى اى عضو يصير كل واحد من ازواج العصب التى ذكرناها ولكن لما كنت انا قد رايت من الراى ان اجعل سنن كتابى هذا وترتيب الاشياء التى اذكرها فيه على حد وسنن كتاب منافع الاعضاء وترتيب الامور التى يجرى فيه ذكرها وهو كتاب يتلوه هذا وياتى بعده وكانت المقالة الثامنة من ذلك الكتاب يجرى فيها اقتصاص ما فى الدماغ من الاجزاء والمقالة التاسعة يجرى فيها أمر الشعب النابتة منه قد ظننت بهذا السبب ان الاجواد ههنا ايضا ان ازيد فى هذه المقالة ما يظهر للعيان فى نفس الدماغ التشريح والحيوان حى كيما يكون الكلام فيها فى الدماغ وحده ويكون كلام تام فاقول انه ينبغى ان تعد لهذا العلاج إما خزير وإما جدى كيما يجتمع لك بذلك أمران احدهما ان تفلت وتستبرئ من سماجة منظر القرد اذا شرح وهو حى والآخر ان يكون الحيوان الذى يقع به التشريح يصيح بصوت مرتفع جدا فان ذلك مما ليس بموجود فى القرد وعالج هذا العلاج الذى أريد ذكره لك فى حيوان فتى طرى السن ثم عالجه فى حيوانات هرمة فانك تجد بين الحيوان الفتى والحيوان الهرم فى ذلك بونا بعيدا واختلافا كثيرا واما التشريح نفسه فليكن فى الحيوانين كليهما يجرى على نحو واحد بعينه فى جميع الخصال وهو ان يكون كل قطع تقطعه يجرى على استقامة كما يجرى فى الحيوان الميت وليكن القطع بلا شفقة ولا رقة يبلغ الى العمق حتى تكشف عن قحف راس الحيوان وتعريه فى ضربة واحدة وذلك يكون بأن تقطع مع الجلد الغشاء المحيط بالقحف وربما كان فى هذا القطع من انفجار الدم امر يمكن فيه ان يهول من الاعادة له بالتشريح وتفرغه واما انت فليس ينبغى ان يهولك ذلك فان انفجار الدم من هذه المواضع يمكن ان يقطع باهون سعى وذلك ان تمد حاشيتى الجلد الذى يقطع الى فوق والى الجانبين مع انك تقدر ايضا ان تضبط باصابعك العرق الذى منه ينفجر الدم بأن تمد الجلد وتقلبه الى جانب ومما تنتفع به فى ذلك ايضا خادم يمسك معك ويضبط لك ما تحتاج الى ضبطه على ما وصفت لك ومما يصلح له ايضا صنارة تعلق بها الجزء الذى منه ياتى الدم المنفجر وتقلبه بها ويمكنك ايضا ان لا تقتصر فى مثل هذا التشريح على هذا فقط لكن تقلب وتلوى ايضا الموضع وتقلفه او تزيله او تفعل به غير ذلك اى شى شيت وهذا امر يمكنك ان تفعله بالصنارة فعلا ليس بدون ما تفعله باصابعك فاذا انت هيات حاشيتى الجلد الذى تقطعه هذه الهية التى وصفتها لك فخذ واقشر ما حول القحف من الغشاء عن العظم واستعمل فى ذلك السكين الشبيهة بورقة الآس ثم اقطع من القحف العظم الذى على اليافوخ من غير ان تثقب الغشاء الغليظ ثم ضع ذهنك فيما تراه يظهر للعيان مما يعرض فى الدماغ مع الغشاء فانك ترى ما دام الحيوان لا يصبح ان الدماغ كله يرتفع ارتفاعا يسيرا وينخفض انخفاضا يسيرا بحركة شبيهة بنبض جميع العروق الضوارب وهى الشريانات واذا صاح الحيوان رايت الدماغ يرتفع ارتفاعا اكثر حتى يظهر للعيان ظهورا بينا انه أعلى وارفع من العظم وانما يخيل للبصر ان ارتفاعه وعلوه قد زاد لسببين احدهما ان الناظر اليه ينظر الى حاشيتى العظم ولا يفهم ان العظم الذى قطع كان أعلى وأرفع منهما والآخر ان مبادرة الدماغ ومصيره الى الموضع الذى يقبله اسهل عليه وقبل ان تقطع العظم انما كان حده الذى ينتهى اليه ويقف عنده القحف وقد وصفت لك السبب الذى هو سبب هذا الامر حقا بإيجاز ولكنى اعلم انه يعرض مرارا شتى ان يكون إيجاز الكلام واقتصاره ينقص شيا من تحقيق المعنى الذى يراد به فلذلك قد ينبغى ان ازيد فيما ذكرته من امر هذين الشيين فاقول ان جملة عظم الراس من خارج محدب ومن داخل مقعر فيلزم من ذلك ان يكون كل جزء يقطع منه اعلى وارفع من الجزء الذى يبقى بمقدار ما سطح الكرة اشد تحدبا من السطح المسطوح فبهذا السبب لا يظهر للعيان ان حواشى العظام اكثر ارتفاعا من الجزء الذى كشفت عنه من اجزاء الغشاء ولان الدماغ بسبب ما هو عليه من اللين يرتفع عند صياح الحيوان فيلقى اجزاء القحف التى لم تقطع بعد ويصاكها تضغطه تلك الاجزاء وتدفعه الى الموضع الذى يقبله ويجعل له موضعا وفى ذلك الوقت إنما يقبل الدماغ الموضع الذى كان فيه الجزء الذى قلع من القحف وحده واذا اجتمع الى هذا الموضع بالضغط من ساير الاجزاء كلها وجب ان يظهر للعيان فى وقت بعد وقت ان الدماغ اعلى وارفع من القحف ايضا فى الحيوان الذى يصبح ولا سيما فى الحيوانات الفتية الطرية السن بحسب ما الدماغ فيها يملا تجويف القحف كله اكثر من دماغ غيرها وذلك ان فى الحيوانات الهرمة بسبب ان الدماغ اقل بكثير من ان يملا تجويف القحف لا يكون اصلا اعلى وارفع من العظام التى حول القطع ولو انه يزيد وارتفع بالصياح فليكن هذا آخر عملك ومنتهاه ثم ابتدى بعده بعمل آخر على هذا الوجه أدخل الصنارة فى الغشاء الغليظ ومده الى فوق ثم اقطع اولا الجزء الذى ارتفع منه كيما لا تلقى ما تحته من اجزاء الدماغ ثم أدخل صنارتين من كل واحد من جانبى الصنارة الاولى واحدة من طرفى حاشيتى القطع ومد بهما ايضا الغشاء الغليظ الذى فوق واقطع الجزء الذى ارتفع منه كله من غير ان تمس شيا من اجزاء الدماغ الموضوعة تحته وان انت فعلت هذه الاشياء فعلا جيدا امكنك ان تدخل اصابعك ايضا تحت الاجزاء التى قطعتها من الغشاء الى فوق وتقطعه حتى تكشف عن جميع ما تحته من الدماغ فانه مفارق له على ما وصفت فى كل اجزايه ما خلا فى مواضع الدروز التى ذكرتها حيث يصير الغشاء مطوى بطاقين كما قلت لك وينحدر متغلغلا فى اجزاء الدماغ الموضوعة تحتها الى مسافة ما وقد قلت لك ان عظم اليافوخ هو فى تلك المواضع من كل واحد من الجانبين واحد وان فى المواضع التى من وراء الدرز الشبيه باللام فى كتاب اليونانيين جميع ما هناك من الدماغ وهو ما يسمى منه الدماغ الخلفانى ودماغ موخر الراس فهذه الثلثة الاجزاء من الغشاء يمكنك ان تقطعها وتكشف عما تحتها من الدماغ وجزءين من هذه الثلثة هما فى المواضع الموضوعة تحت عظم اليافوخ والثالث هو الجزء الموضوع على الدماغ الخلفانى واذا انت فعلت ذلك فتفرس وتثبت هل يعدم الحيوان التنفس ام الصوت ام الحركة ام الحس اولا يظهر فيه شى من هذه الآفات لا فى وقت وقوع القطع ولا بعد بقليل فان ذلك قد يكون اذا اتفق ان يكون الهواء حارا فاما اذا كان الهواء باردا فبمقدار ما يعرض من سيل البرد على الدماغ يضعف كل واحد من هذه الافعال التى ذكرناها ويبقى الحيوان مسبوتا الى وقت ما ثم يموت ولذلك صار أجود الامور أن تكشف الغطاء الغليظ عن الدماغ فى وقت الصيف او إن انت فعلت ذلك فى وقت آخر اى الاوقات كان أسخنت البيت الذى تريد ان نشرح الحيوان فيه وجعلت هواء حارا فان التشريح اذا كان كذلك امكنك بعد ان تكشف الدماغ وتعريه من الغشاء الغليظ ان تضغط اولا الدماغ فى كل واحد من اربعة بطونه وتنظر الى ما يعرض للحيوان من الآفات وانا واصف لك ما يظهر دايما فى وقت هذا التشريح وقبل التشريح ايضا فيمن يثقب عظم قحف راسه عندما يضغط الدماغ بالآلات التى يقول لها المتقدمون حافظة الغشاء الغليظ وهو ان الدماغ إن ضغط فى البطنين المقدمين كان ما يعرض للحيوان من السبات مقدار يسير وإن ضغط فى بطنه الوسط كان سبات الحيوان اشد وان ضغط فى البطن الذى فى الدماغ الذى فى القفا سبت الحيوان سباتا شديدا قويا جدا وكذلك يعرض ان انت قطعت بطون الدماغ الا انك اذا قطعت هذه البطون لم يرجع الحيوان الى الحال الطبيعية على مثال ما يرجع اذا ضغطتها لكنه على حال قد يرجع فى هذا الوقت الى الحال الطبيعية اذا ضم القطع ورجوعه الى الحال الطبيعية اذا كان القطع فى البطنين اللذين من قدام اسهل واسرع واما اذا كان القطع فى البطن الوسط فرجوعه اقل سهولة وسرعة واذا كان القطع فى البطن الرابع وهو البطن الخلف فقل ما يرجع الحيوان الى الحال الطبيعية مع انه اذا كان القطع فى هذا البطن الرابع فالحيوان يرجع الى الحال الطبيعية متى لم تجعل القطع عظيما وبادرت ايضا وجعلت عجلة فى شد الجراحة بضرب من الضروب فان شدها يعبر وخاصة فى المواضع التى لا يكون فيها موضوع على هذا البطن جزء من الدماغ لكن يكون الغشاء هناك وحده وترى الحيوان يغمض عينيه وخاصة متى ادنيت من عينيه شيا ولو انك كشفت عن البطن لخلف وان انت عمدت الى الحيوان وهو فى هذه الحال وضغطت جزوا من البطنين المقدمين اى جزء كان فى الموضع الذى قلت ان فيه اصل عصبتى البصر أمسك الحيوان عن تغميض عينيه ولو انك ادنيت من حدقتيه شيا ويصير جملة بصر العين التى فى الجانب الذى فيه البطن الذى ضغطته من بطون الدماغ بمنزلة عيون العميان من الناس وقد اتينا من هذا الباب بما فيه كفاية فان ظن ظان انه قد بقى علينا منه شى فليعلم ان الذى بقى يظهر ظهورا بينا مع الاشياء التى ذكرناها بمنزلة ان الغشاء الرقيق اذا ثقب أو قطع لم ينال الحيوان من قبل ذلك آفة كما لا يناله اذا قطع الدماغ دون ان يبلغ القطع الى واحد من بطونه وقد يتبع ما تقدم من قولنا ويتصل به ذكر النخاع فليكن تشريحك اياه على هذه الصفة اتخذ سكينا عظيمة قوية واتقدم اليك فى أن يكون هذه السكين معمولة من حديد جيد افضل لانى احب ان يكون جميع ما تتخذه من امثال هذه الآلات من حديد جيد وليكن الحيوان الذى تشرحه ليس بكثير السن كيما يسهل عليك قطع عظام الفقار وذلك ان عظام الحيوانات المستحكمة الكاملة يعسر قطعها لصلابتها فليكن الحيوان صغير السن ويمد مبسوطا على وجهه على لوح ويكون قوايمه مضبوطة إما بربط وثيقة على حسب ما تعلمون انى افعل على لوح مثقوب وإما بايدى قوم من الخدم واقطع بعد ذلك قطعا بالطول من فوق الى اسفل الى جانب شوك الفقار من الجانبين ثم اقطع بصدر السكين اللحم وانحته الى الجانبين وضع على اللحم الذى ينكشف إسفنجة مبلولة بماء بارد كيما ينقطع الدم منه سريعا ثم اقطع بعد ذلك بالآلة التى يقال لها المكسرة للعظام عند أصول الشوك من كل واحد من جانبى الفقارة الجزء الذى هناك فانك اذا فعلت ذلك ظهرت فى بعض الاوقات اللفافة الملفوفة على النخاع من فوق الغشاء الصلب الشبيه بهذا الغشاء فى غلظها ولونها وصلابتها الا أن ما يحيط بالنخاع من الغشاء الغليظ متصل متحد بالغشاء الغليظ المحيط بالدماغ كما يتصل ويتحد ما عليه من الغشاء الرقيق بالغشاء الرقيق الذى على الدماغ وذلك ان للنخاع غشاءين منشاهما من غشاءى الدماغ ويحيط بهما من خارج ملفوف عليهما الجسم الثالث الذى هو للنخاع بمنزلة الواقية واللباس والجنة ومداء نبات هذا الجسم ومنشاه من الراس وطبيعته طبيعة الرباط لانه ينبت من العظام كنبات ساير الرباطات وهو ايضا مع هذا يربط الفقار من قدام بأن يدخل فى المواضع التى فيما بينها مطوى فاذا انت قطعت العظام من خلف فى الموضع الذى قلت ان فيه اصل شوك عظم الصلب ورايت هذا الرباط مشكوفا ظاهرا فأدخل فى ذلك الموضع الذى كشفته شيا عريضا بمنزلة الآلة التى يقال لها سبتى فيما بين الواقية الثالثة التى قلت انها فى جوهرها رباط وبين الفقرة التى تحويها ثم ألق عليها الآلة التى تسمى مكسرة العظام فانك اذا فعلت ذلك قطعت من اى فقرة شيت الجزء الذى يبلع منها الى قاعدتها قطعا سهلا سريعا حريزا واعنى بقول قاعدة الفقارة ما هو منها مايل الى قدام حيث قلت ان الرباط ينطوى ويدخل فيما بين الفقار وتنبت ههنا فى انتظام الفقار من جانبيه وتخرج منابت الاعصاب فى ثقب مستديرة غاية الاستدارة وسعة كل واحد منها بمقدار غلظ العصبة التى تخرج منه وكون هذا الثقب فى فقار العنق من فقرتين فى كل واحدة منهما تقوير نصف دايرة وهو نصف الثقب وفقار العنق فى جميع الذوات الاربع من الحيوان سبع عدد على مثال ما هو فى الإنسان واما فى الصدر فالفقارة الاولى اكثر تقويرا من السفلية بقليل ثم يزيد ذلك فى القطن حتى تصير العصبة انما تخرج جملتها فى الفقارات الاقاصى من الثقب الذى فى الفقارة العليا فقط وذلك الثقب موجود ابدا فى اصل الزايدة التى من جانب كل واحدة من الفقار فاذا انت كشفت عن النخاع هذا الكشف فى اى فقار شيت أدخل فى الرباط الذى وصفته صنارة فى ظاهره وحده الى فوق كيما تقطعه وحده سهولة من غير ان تقطع شى من الغشاء الذى تحته واجعل القطع كيف شيت إما طولا وإما عرضا وإما فى الجهتين كلتيهما وقطع هذا الرباط ليس يضر بالحيوان فى شى كما لا يضره ان انت مددت الغشاء الصلب على ذلك المثال وقطعته فاترك الآن انك قد فعلت هذه الاشياء التى وصفتها لك وظهر لك النخاع موقى بالغشاء الرقيق وحده وهذا الغشاء ضام له ضم شديد مستقصى فيه عروق كثيرة على مثال ما فى الغشاء الرقيق المحيط بالدماغ وانت ترى هذه العروق روية بينه تغوص وتغلغل فى جرم النخاع فى الحيوانات الكبار الى عمقه ولو انك ايضا كشطت هذا الغشاء كما يدور لم ينل الحيوان من ذلك آفة وكذلك لو انك قطعت النخاع نفسه فى طوله لان العصب ينبت كل واحد منه من عند ملتقى الفقار من الجانبين العصبة التى من الجانب الايمن من الجانب الايمن والعصبة التى من الجانب الاخر من اليسار فمتى اردت ان ترخى الموضع الذى اسفل من الجزء الذى يقطع وتبطل حركته فاجعل القطع عرضا واقطع النخاع كله قطعا يبته حتى لا يبقى لاجزايه شى من الاتصال وهذا أمر انت قادر على ان تفعله من غير ان تقطع العظام وذلك فى الاجدى المولودة والكلاب والخنازير وليكن معدة لك السكين الذى يقال لها المنسبتة والسلائية وتكون قوية واذا انت ادخلتها وهى منتصبة على الاستقامة فيما بين الفقار من خلف الى النخاع فاقطعه عرضا وقدر غاية التقدير ان تجعل ادخالك هذه الآلة فى ملتقى الفقارتين وانما تصل الى ذلك بأن تجعل ذهنك وفطنتك فى منتهى شوكة كل واحد من الفقارتين فان ملتقى الفقارتين انما هو فى وسط هذا الموضع بالحقيقة فاذا انت قطعت هذا ووصلت الآلة الى موضع النخاع فينبغى لك حينئذ ان تحركها تحريكا يكون معه غمز من يديك عليها الى العمق وتخضخض لها الى اليمين والشمال حتى لا تدع من النخاع شيا لا تقطعه والامر فى ان جميع الاعصاب التى الى اسفل من موضع القطع يكون بعد القطع قد ذهبت منها القوتان كلتاهما اعنى قوة الحس وقوة الحركة وصار سيها جميع الاعضاء التى تنقسم فيها من بدن الحيوان عديم الحس وعديم الحركة فان ذلك واجب بين معلوم وان انت قطعت النخاع فى العنق فيما بين فقارتين انقطع العصب الذى منشاه ومنبته من ملتقاهما واما فى القطن فانك ان قطعت النخاع وحده من غير ان تمس قليلا الجانبين من موضعه لم يقطع العصب فان انت ذهبت بالسكين فى العرض قليلا الى خارج من الفقارة قطعته لان العصبة انما تمر على الوراب الى اسفل فان انت لم تدخل السكين فى ملتقى الفقارتين على ما قلت لك انه ينبغى ان تفعل فى الحيوانات القربية العهد بالولاد وادخلتها فى حيوان كبير فالحيوان الكبير يحتاج لا محالة الى ان يقطع منه شى من الفقارات فينبغى بعد ان ينكشف لك النخاع ان تجعل قطعك اياه فوق منشاء العصب بقليل فانك اذا فعلت ذلك فسد الحس والحركة من العصب الذى ينبت بعده فان كنت إنما تريد ان تتبين فى استخراج فعل من الافعال ما يعرض اذا قطعت فقارة واحدة فحسبك إما ان تجعل القطع بسكين وإما أن تقطع الفقاره على نحو ما قلت لك وان كنت انما تريد ان تنفرد برياضة نفسك وتجمع مع ذلك استخراج الحق ووجوده فقد يمكنك ان تفعل ذلك فى فقارات كثيرة بمقدار احتمال الحيوان وصبره واجعل مبداك ح من ملتقى العظم المعروف بالعظم الاعظم والعظم العريض وهو العجز مع الفقارة الآخرة حيث تنبت شعبة عظيمة من شعب العصب وتتفرق فى الرجل ثم اصعد بعد ذلك الى الفقارة التى قبل هذا ثم فوق هذا فانك ترى فى كل واحد منها كما ذكرته لك ان اول ما يصيبه الاسترخاء تبطل منه الحركة منتها الرجلين والثانى بعد المنتهى الاجزاء التى قبله ثم اجزاء الفخذين والوركين ثم اجزاء المتنين فاذا انت صرت الى فقارات الصدر فاول ما يصير ترى الحيوان يناله الفساد فى نفخته وفى صوته والآفة والفساد الذى يناله يكون يسيرا عندما يقع القطع عند ضلوع الخلف ويكون اكثر اذا وقع القطع فوق ذلك ويكون الآفة والضرر كثيرا جدا اذا وقع القطع فوق هذه المواضع وتناله غاية الضرر اذا وقع القطع فوق الاضلاع الاولى وليس ينال شيا من اجزاء بدن القرد اللتين هما فى ساير الحيوانات القايمتين القدام ضرر عندما يقطع النخاع دون ان يبلغ القطع الى اول موضع من المواضع التى فيما بين الاضلاع فانك ان قطعت النخاع بعد الضلع الاول من اضلاع الصدر اضر ذلك بكفى القرد واذا كان القطع بعد الضلع الثانى من اضلاع الصدر لم يضر ذلك باليدين الا ان الجلدة التى على الإبط والاجزاء الاولى من الموضع الإنسى من العضد يصير عديم الحس كما انك ان جعلت القطع بعد الضلع الثالث رايت ان الذى يذهب من حس المواضع التى ذكرناها مقدار يسير فان انت قطعت النخاع بعد الفقارة الخامسة من الراس حتى تقطع منشاء العصب الذى بعدها استرخيا اليدان وبطلت حركتها جملة وان انت قطعت بعد الفقارة السادسة فان اجزاء العضد كلها الا اليسير تبقى فيها قوى العصب محفوظة على حالها واما القطع الذى يقع بعد الفقارة السابعة فانه يجعل الساعد عديم الحس عديم الحركة وبالجملة اقول قولا وجيزا ان الامر على ما وصفت قبل من انه يعرض ان ما يسترخى وتبطل حركته من اجزاء بدن الحيوان الاجزاء التى اصل العصب الذى ياتيها وراسه اسفل من قطع النخاع ولذلك قد يسهل عليك ان تتعرف من تشريح العصب ما يعرض للحيوان من الآفات بسبب انقطاع النخاع فى كل جزء منه وعلى هذا المثال اذا انت قرات كتاب اسباب التنفس وقرات كتاب الصوت عرفت كم مقدار ما ينال التنفس والصوت من الضرر عند قطع كل واحد من الفقارات فانا قد بينا فى ذينك الكتابين ان النفخة تكون من العضل الذى فيما بين الاضلاع وبينا ان النفخة تكون مادة وآلة للصوت فان الحيوان يدخل الهواء بالاستنشاق بلا استكراه بالحجاب وحده حتى اذا هو أدخله باستكراه استعمل مع الحجاب العضل الذى فيما بين الاضلاع واذا كان الاستنشاق أعظم ما يكون استعمل مع ذلك العضل الفوق الذى ينحدر من العنق الى الاجزاء الاولى من الصدر وهذا العضل اذا انت علمت من التشريح من اين يبتدى عصبه عرفت يقينا متى يسترخى كل عضلة منه واما انا فانى ازيد فيما ذكرته ههنا هذا المقدار الذى اقوله وهو انه ان قطع النخاع الذى يكون فيما بين الراس والفقارة الاولى أو قطع الغشاء الموقى لطرف البطن الموخر من بطون الدماغ يجعل بدن الحيوان كله من ساعته عديم الحركة وفى هذا الموضع ترون الثيران القطع فى الهياكل يقطعها القوم الذين يقال لهم ذباحى الثيران واما القطع الذى يكون بعد الفقارة الاولى فانه ليس يجلب على الحيوان هذه الاعراض باعيانها لانه يجرد البطن الاول لكن لانه يرخى قوايمه ويعطل تنفسه كله وهذا هو شى موجود ايضا فى القطع الذى يكون بعد الفقارة الثانية والثالثة والرابعة اذا انت استقصيت فى القطع حتى تقطع العصبة التى تنبت من ملتقاها مع الفقارة الخامسة فاما الاجزاء الاولى من العنق فهى تتحرك فى الحيوان الذى يقطع على هذا من الحال واما قطع النخاع الذى يكون من بعد الفقارة الخامسة فهو يرخى ويعطل حركة جميع اجزاء الصدر الباقية لكن الحجاب يكاد ان يسلم معه من الآفة وكذلك شى يسير من العضل المرتفع من عضل الصدر فاما القطع الذى يكون بعد الفقارة السادسة فانه يضر بالعضل المرتفع من عضل الصدر على ذلك المثال وينال الحجاب منه من المضرة اقل مما ناله من الذى قبله فاما القطع الذى يكون بعد القفارة السابعة ولاسيما القطع الذى يكون بعد الفقارة الثامنة فان جميع حركة الحجاب يسلم به من الضرر أكثر من سلامتها مع القطع الذى يكون فى الفقارة السادسة فى اكثر الامر وقد يسلم من الضرر حركة العضل المرتفع وحركة جميع العنق الا ان حركة العضل الذى فيما بين الاضلاع لا تسلم معه وذلك ان حركة هذا العضل يبطل ويذهب كلها متى كان القطع فى جميع فقار العنق وقطع الدماغ الموخر كله من الفقارة الاولى من فقار الصدر ومما يحقق ذلك ان فعل العضل الذى فيما بين الاضلاع يذهب ويبطل بتة اذا قطع النخاع قطع يبينه كله من بعد الفقارة الاولى من فقار الصدر ويسلم من هذا الفعل مقدار يسير اذا كان القطع بعد الفقار الثانية ثم على هذا القياس بعينه فيما يتصل بذلك دايما يكون العضل الذى فيما بين الاضلاع ارفع موضعا من موضع القطع يفعل فعله والعضل الذى اسفل من موضع القطع يبطل فعله تمت المقالة التاسعة من كتاب جالينوس فى عمل التشريح والحمد لله PageV01P03 1
[book 10]
পৃষ্ঠা ৩২