============================================================
أيها العبد: يكفيك من الجهل أن تسكن لما في يديك ولا تسكن لما في يدي، وأنا أختار لك أن تختارني فتختار علي، ويحك لا يجتمع عبودية ولا اختيار (1/209] ولا ظلم. ولا توجهك إلي وتوجهك / للآثار؛ فإما أنا لك أو أنت لنفسك، فاختر على بيان ولا تتبدل الهوى بالخيرات.
أيها العبد: لو طلبت مني التدبير لنفسك جهلت فكيف إذا دبرت لها ولو اخترت معي ما أنصفت فكيف إذا اخترت علي؟!
أيها الغبد: لو أذنت لك أن تدبر كان يجب عليك أن تستحي مني من أن تدبر، فكيف وقد أمرتك أن لا تدبر. يا مهموما بنفسه لو ألقيته إلينا لاسترحت.
ويحك أعباء التدبير لا تحملها إلا الربوبية، وليس يقوى بها ضعف البشرية.
ويحك أنت محمول فلا تكن حاملا، أردنا راحتك فلا تكن متعبا لنفسك. من دبرك في ظلمات الأحشاء وأعطاك بعد الوجود ما تشاء لا ينبغي لك أن تنازعه فيما يشاء.
20 ايها العبد: أمرتك/ بخدمتي وضمنت لك قسمتي فأهملت ما أمرت وشككت فيما ضمنت، ولم اكتف بالضمان حتى أقسمت، وما اكتفيت بالقسم حتى مثلت فخاطبت عبادا يفهمون، فقلت: وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (سورة الذاريات 23-22/51].
ولقد اكتفى بوصفي العارفون واحتال على كرمي الموقنون فلو لم يكن وعدي لعلموا أني لا أقطع عنهم واردات رفدي، فلو لم يكن ضماني لوثقوا بوجود إحساني وقد رزقت من غفل عني وعصاني فكيف لا أرزق من أطاعني(51) ودعاني.
ويحك الغارس لشجرة هو ساقيها، والممد للخليقة هو باريها، يكفيها أنه (51) في (ا): اعطاني:.
পৃষ্ঠা ২২০