============================================================
عن النبي أنه قال : "ويل لمن ترك عياله بخير وقدم على الله بشر"(1). إني أرى الأكثر منكم هكذا، يجمعون الدراهم والدنانير بغير يد الورع، ويخلفونها لأهلهم وأولادهم ويكلوهم إليها. ويكون الحساب عليهم والهناء لغيرهم، والحزن لهم والطرب لغيرهم.
يا مخلفي الدنيا لعيالهم، اسمعوا قول نبيكم صلى الله عليه [وآله وصحبه] (1/174) وسلم: "لا تخلفوا لهم الحرام فتقدموا على الله عز وجل) في صحبة الشروالعذاب والنكال"(2). المنافق يسلم أولاده إلى المال الذي خلفه لهم، والمؤمن يسلم أولاده إلى ربه عز وجل. لو خلف لهم الدنيا وما فيها ما سلمهم إلى ما خلف، قد جرب وعرف أن كثيرا من الناس سلموا أولادهم إلى ما خلفوا من الأموال فذلوا وافتقروا، وكذا من الناس، وارتفعت البركة من الذي خلفوه لهم، ذهبت البركة من لكونه مجموعا بغيريد الورع، ولكونهم اعتمدوا عليه، وسلموا أولادهم إليه، اا ونسوا ربهم عز وجل، المنافقون عبيد الخلق، عبيد الدراهم والدينار، عبيد الحول والقوة والأرباح، عبيد الأغنياء والملوك والسلاطين، أعداء من يدعوهم إلى ربهم عز وجل ويدلهم عليه ويقبح لهم ما هم فيه، المؤمنون قيام مع ربهم عز وجل في (174/ ب) البأساء والضراء والشدة والرخاء والنعيم/ والنقم في العافية والمرض، وفي الفقر والغنى، في إقبال الخلق وإدبارهم، في جميع أحوالهم، لا يفارقونه بقلوبهم (1) لم نعثر عليه .
(2) لم نعث عليه.
পৃষ্ঠা ১৮৬