============================================================
فجاءه جبريل عليه السلام فقال: "هذا يسم وهذايقتل "911) وإنما قال له ذلك حتى يخرجهما من قلبه، وينقلب فرحه بهما غما عليهما، وهكذا كان رسول الله يحب عائشة عليها السلام فجرت عليها تلك القصة المشهورة المعروفة، فتنخت عن قلبه مع علمه وتيقنه ببراءتها وبراءة ساحتها؛ لأنه علم مقصود الحق عز وجل في ذلك.
ويعقوب عليه السلام لما أحب يوسف عليه السلام، جرى ما جرى عليه وفرق بينه وبينه، ومن هذا الجنس كثير جرى على/ الأنبياء والأولياء محبوي الحق عز وجل؛ [169/ ب] لأنه غيور يفرغ قلوبهم مما سواه.
عليكم بالإخلاص، صلوا لله [تعالى]، صوموا لله [تعالى] لا لخلقه، تعيشوا في الدنيا لله [تعالى] لا لخلقه ولا لنفوسكم. كونوا في جميع الطاعات لله [تعالى] لا لخلقه. ما تقدرون على الأعمال الصالحة والإخلاص فيها إلا بقصر الأمل، وقصر الأمل ما تقدرون عليه إلا بذكر الموت. ما تقدرون عليه إلا برؤية المقابر الدارسة والتفكر في أهلها وما كانوا فيه. أقعدوا عند القبور الدوارس، وقولوا لانفسكم: هؤلاء كانوا يأكلون ويشربون وينكحون ويلبسون ويجمعون كيف حالهم؟ الآن أي شيء ينفعهم ذلك؟! ما بقي بأيديهم غير الأعمال الصالحة . فيكم 1) يا أهل هذه البلدة من لا يقول بالبعث والنشور، متبعون مذهب الدهرية/ وهم [1/170] يسترون على أنفسهم خوف القتل، وإن أعرف منهم جماعة غير أني أعاملكم بجلم الله عز وجل، وأستر عليكم وجه علم الله عز وجل. أعاينكم واحدا واحدا، وأغطي عيني عنكم. اللهم سترأ وغفرا وهداية وكفاية وغاية آمين.
ويلك لا تكن أبلها تنازع الله عز وجل وتناظره بحماقتك وجهلك فتخاطر برأس ظاهرك ودينك. أغمض، أطرق، تأدب، اعرف من آنت، اعرف قدرك وذل في نفسك. أنت عبد والعبد وما يملكه لمولاه. ليس له في نفسه تصرف. يجب عليه أن يترك إرادته لإرادة سيده، واختياره لاختيار سيده، وقوله لقول سيده.
أنت تتواقح على الله عز وجل لأجل نفسك، والقوم يتواقحون على ربهم عز وجل (91) لم نعثر عليه.
পৃষ্ঠা ১৮১