مع بقية أجزاء العالم ولم؟ لا بد أن تكون الإجابة - كما هو واضح - أن هناك مجموعة معينة من العلاقات تربط بين «ج» وبين أب ج بطريقة تجعلها كلها تؤلف كلا واحدا. وهكذا يتضح في الحال أن وجهة نظر الفيلسوف الجبري التي نناقشها تفترض الواحدية كأساس تقوم عليه، وبالتالي فهذه الوجهة من النظر ليست ضرورية ضرورة ذاتية ، لكنها نتيجة ضرورية لافتراض آخر أو لمجموعة من الافتراضات.
وفكرة الواحدية التي تمثل أحد الافتراضات الكامنة خلف قضية الفيلسوف الجبري تحتاج إلى برهان؛ فهي ليست فكرة واضحة بذاتها. فليس هناك اتفاق في الرأي بين الفلاسفة عما إذا كان الكون واحديا أم ثنائيا أم متعددا، وهذا الاختلاف - في حد ذاته - يشير إلي أن كل فريق يؤيد وجهة نظره بمجموعة من الأدلة، في حين أن الحقيقة البديهية تفرض نفسها على ذهن الإنسان ولا تحتاج إلى دليل يؤيدها؛ إذ لا بد أن تكون واضحة بذاتها.
وبغض النظر عن قبول هذه القضية على أنها واضحة بذاتها - أعني القضية التي تقول إنه إذا كانت الوقائع هي «ج» أ ب ج، لكان من المستحيل أن يوجد بدلا منها «ج»
1
أ ب ج - أقول بغض النظر عن ذلك كله فإن «وليم جيمس» يقول في دفاعه عن الصدفة: «ما الذي أعنيه حين أقول إن اختياري للطريق الذي سأسلكه في عودتي إلى منزلي بعد الانتهاء من هذه المحاضرة أمر مهم وهو يرجع إلى الصدفة فيما يتعلق باللحظة الراهنة؟ إنه يعني أنني تذكرت طريق دفينتي
Divinity Avenue
وشارع أكسفورد
Oxford Street
لكني سأختار أحدهما فحسب، سأختار أيا منهما وأترك الآخر، وإني لأطلب منكم الآن جادا أن تفترضوا أن هذا الغموض في اختياري للطريق الذي سأسلكه غموض حقيقي، ثم أن تفترضوا بعد ذلك الافتراض المستحيل، وهو أنني قمت بعملية الاختيار مرتين، وأن الاختيار قد وقع في كل مرة على شارع مختلف ... وبعبارة أخرى افترضوا أنني سرت أولا في طريق دفينتي، ثم افترضوا أن القوى المتحكمة في الكون قد أزالت عشر دقائق من الزمان وأزالت معها كل ما وقع فيها، وأعادتني إلى باب هذه القاعة، كما كنت قبل أن أقوم بعملية الاختيار، ثم افترضوا بعد ذلك أنني الآن قد اخترت طريقا آخر - وكل شيء آخر ظل على ما هو عليه - فسلكت شارع أكسفورد. إنكم - بوصفكم مشاهدين سلبيين - في استطاعتكم أن تنظروا وتروا عالمين بديلين؛ أحدهما أسلك فيه طريق دفينتي، والآخر أسير فيه أنا أيضا خلال شارع أكسفورد. والآن، لو أنكم من دعاة الجبرية فسوف تعتقدون أن أحد هذين العالمين مستحيل منذ الأزل، وتعتقدون أنه مستحيل لما يتضمنه ذاتيا من لا معقولية أو لما فيه من مصادفة أو اتفاق. ولكن إذا نظرتم إلى هذين العالمين من الخارج، فهل في استطاعتكم القول أيهما هو العالم المستحيل، عالم المصادفة والاتفاق، وأيهما العالم المعقول والضروري؟»
8
অজানা পৃষ্ঠা