জাবির ইবনে হায়ান

জাকি নাজিব মাহমুদ d. 1414 AH
86

জাবির ইবনে হায়ান

جابر بن حيان

জনগুলি

11

ولئن كنا نألف في كلامنا اليوم أن نسمع وأن نستخدم كلمة «ليس» لندل بها على نفي شيء عن شيء، كأن تقول - مثلا - ليس القمر مضيئا، فلسنا نألف مقابلتها الدالة على إيجاب، وهي كلمة «أيس» التي تشير إلى وجود شيء وجودا فعليا؛ فضوء القمر حين يضيء «أيس»، وهذا القلم في يدي الآن «أيس» وهكذا، ومهمة الكيمياء هي أن توجد في الشيء صفة ليست قائمة فيه بالفعل (وإن تكن طبعا قائمة فيه بالقوة، وإلا لما أمكن إخراجها من العدم). (3) الإكسير

قلنا إنه كما جاز للطبيعة أن تحول الأشياء بعضها إلى بعض، فتتحول الأرض والماء نباتا، ويتحول النبات في النحل شمعا وعسلا، ويتحول الرصاص في جوف الأرض ذهبا وهكذا، فكذلك يمكن لعالم الكيمياء أن يحاكي الطبيعة في صنيعها بتجارب يصطنعها فيؤدي بها نفس الذي تؤديه الطبيعة، ولكنه يؤديه في مدة أقصر؛ فإذا اهتدى العالم إلى الوسيلة التي يخرج بها شيئا من شيء كانت تلك الوسيلة هي الإكسير.

فالأمر في معالجة شيء ما معالجة ترده إلى ما يراد رده إليه، هو كالأمر في معالجة المريض، يركب له الدواء الذي يرده من حالة المرض إلى حالة الصحة، بإضافة ما ينقصه أو بحذف ما قد زيد عليه؛ وبهذه الإضافة أو الحذف نحصل على التوازن لما كان قد اختل توازنه، وبديهي أن يكون للدواء صفة مضادة للصفة التي جاوزت حدها نقصا أو زيادة، فهو الذي يزيد ما قد نقص وينقص ما قد زاد، وهكذا يفعل عالم الكيمياء إزاء المعدن الذي يريد تحويله، يعطيه «الدواء» الذي يكسبه توازنا من شأنه أن يجعل منه معدنا آخر، هو المعدن المقصود؛ «فالدواء» في هذه الحالة هو ما يسمى بالإكسير.

وواضح أن مثل هذا التحويل من حالة قائمة إلى حالة أخرى مطلوبة، يتوقف على علم العالم علما كاملا بعناصر التركيب في كلتا الحالتين، فيعلم مم يتركب الشيء المراد تحويله وكيف يتركب، كما يعلم مم يتركب الشيء المراد الحصول عليه وكيف يتركب؛ وهذا هو ما يسمى عند جابر بالموازين - وسنتحدث عنها في فقرة تالية - وأن نظرية جابر في الإكسير وفي الميزان لهي موضع الأصالة الحقيقية التي تنسب إليه في علم الكيمياء.

12

وهو يشتق الإكسير الذي يستخدمه في عملياته الكيموية من أنواع الكائنات الثلاثة مفردة ومجتمعة؛ فتراه يقول: إن ثمة سبعة أنواع من الإكسير: (1) إكسير يشتق من المعادن. (2) إكسير يشتق من الحيوان. (3) إكسير يشتق من النبات. (4) إكسير يشتق من امتزاج المواد الحيوانية والنباتية معا. (5) إكسير يشتق من امتزاج المواد المعدنية والنباتية معا. (6) إكسير يشتق من امتزاج المواد المعدنية والحيوانية معا. (7) إكسير يشتق من امتزاج المواد المعدنية والنباتية والحيوانية معا.

13

ونكتفي في هذه الفقرة بذكر وجه واحد من أوجه التحويل الذي يقوم به الكيموي، وهو تحويل المعادن بعضها إلى بعض، فعلى أي أساس يكون ذلك، وكيف؟

المعادن الرئيسية سبعة: الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والزيبق والأسرب،

অজানা পৃষ্ঠা