وأما الزهرة فتكاد تقرب في الحماء من المريخ، وكذلك عطارد يكاد يقرب من المشتري؛ وكذلك يقرب القمر من زحل في درجة البرودة، لأنهما هما الطرفان. (2) خواص النجوم وأفعالها
إنه إذا كانت ظواهر الطبيعة مرتبطة في حدوثها بأزمنة معينة، كان لا بد لدراسة كل ظاهرة من تحديد زمنها الملائم لحدوثها؛ لكن تحديد الزمن مرهون بوضع الأرض بالنسبة إلى أجرام السماء، وإذن ينتج عن هذا نتيجة طبيعية لازمة، وهي أن ثمة علاقة ضرورية بين أوضاع النجوم من جهة ومختلف الظواهر الطبيعية من جهة أخرى؛ والأمر بعد ذلك أمر ملاحظة دقيقة وتصنيف من شأنهما أن نصل بكل جرم سماوي مجموعة الظواهر التي تقترن بظهوره. وفيما يلي ما يقوله ابن حيان في تلازم الظواهر الطبيعية والكواكب، وأساس التلازم هو طبيعة الكوكب وما تستتبعه من أحداث تلائمها: (1)
زحل، وهو بارد يابس، بطيء الحركة:
فمما يتفق وطبيعته سواد اللون وحدة الطبع وسرعة الانحلال، والطعوم الحامضة والمرة، والوباء، وظهور ما في بطن الأرض إلى ظهرها من نبات الجبال والعشب، والأحجار السوداء والزرقاء والخضراء، ومن المعادن: الأسرب والماس والرمل والزجاج، ومن البحار: ما كان منها نتنا يئوي السلاحف، والجمال، والجاموس، والفيلة، وكبار الدواب العسيرة الحركة البطيئة السير، ذوات الفطنة، ومن النبات: كبار الشجر والنخيل، وما يطول زمانه ويقل نوعه ويكثر التفافه وتشتد صلابته، وكثيرا ما يكون شجرا بغير نفع للإنسان.
3 (2)
المشتري، وهو حار رطب نير مشرق:
ومما يتفق وطبيعته ما كان من البلاد ساطع النور، يكثر فيه اللون الأصفر والدري الصافي من الأخضر، والأبيض الناصع والأحمر الخفيف، والطعوم الطيبة، والروائح الزكية المعتدلة، والطعوم الحلوة؛ وتتفق مع طبيعته كثرة الزهر والحجارة ذوات اللون الأصفر والأحمر الرقيق؛ كالرصاص والبلور، واللؤلؤ، والدر؛ ومن الحيوان: الإنسان والقردة والكلاب والثعالب؛ ومن الأشجار ما كان منها معتدلا في طبيعته كالتين والنبق والفاكهة الكبيرة.
4 (3)
المريخ:
ويتفق وطبيعته الأشياء الحمراء والحادة، وتكثر فيه الذبائح وفورة الدم كالشياه والماعز والسخلان وما يذبح ويسلخ ويعذب، ومن المواد: الكبريت والمغنيسيا والياقوت الأحمر، ومن الأشجار: الحادة والحريفة، ومن الصناعات: الإمارة وقيادة الجيوش، وصناعات الجلادين والحدادين والوقادين وكل عمل يتصل بالنار.
অজানা পৃষ্ঠা